الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين

                                                                                                                                                                                                                                      104 - العامل في يوم نطوي السماء لا يحزنهم أو تتلقاهم ، "تطوى السماء" يزيد ، وطيها تكوير نجومها ومحو رسومها أو هو ضد النشر نجمعها ونطويها كطي السجل أي الصحيفة للكتب حمزة وعلي وحفص أي : للمكتوبات أي : لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة ، وغيرهم "الكتاب" أي : كما يطوى الطومار للكتابة أي : لما يكتب فيه ؛ لأن الكتاب أصله المصدر كالبناء ثم يوقع على المكتوب وقيل السجل ملك يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه وقيل كاتب كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والكتاب على هذا اسم الصحيفة المكتوب فيها والطي مضاف إلى الفاعل وعلى الأول إلى المفعول كما بدأنا أول خلق نعيده

                                                                                                                                                                                                                                      انتصب الكاف بفعل [ ص: 423 ] مضمر يفسره نعيده ، ما موصولة أي : نعيده مثل الذي بدأناه نعيده ، وأول خلق ظرف لبدأنا أي : أول ما خلق أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى: وأول الخلق إيجاده أي : فكما أوجده أولا يعيده ثانيا تشبيها للإعادة بالإبداء في تناول القدرة لهما على السواء والتنكير في خلق مثله في قولك : هو أول رجل جاءني، تريد أول الرجال ولكنك وحدته ونكرته إرادة تفصيلهم رجلا رجلا ، فكذلك معنى أول خلق أول الخلق بمعنى أول الخلائق ؛ لأن الخلق مصدر لا يجمع وعدا مصدر مؤكد ؛ لأن قوله نعيده عدة للإعادة علينا أي : وعدا كائنا لا محالة إنا كنا فاعلين ذلك أي : محققين هذا الوعد فاستعدوا له وقدموا صالح الأعمال للخلاص من هذه الأهوال

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية