الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا )

قال أبو جعفر : أما قوله : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) ، فإنه خبر من الله جل ذكره عن الذين أيأس أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من إيمانهم - من يهود بني إسرائيل ، الذين كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون - وهم الذين إذا لقوا الذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : آمنا . يعني بذلك : أنهم إذا لقوا الذين صدقوا بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله ، قالوا : آمنا - أي صدقنا بمحمد وبما صدقتم به ، وأقررنا بذلك . أخبر الله عز وجل أنهم تخلقوا بأخلاق المنافقين ، وسلكوا منهاجهم ، كما : -

1335 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قوله : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) ، وذلك أن نفرا من اليهود كانوا إذا لقوا محمدا صلى الله عليه وسلم قالوا : [ ص: 250 ] آمنا ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا : أتحدثونهم بما فتح الله عليكم .

1336 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) ، يعني المنافقين من اليهود ، كانوا إذا لقوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : آمنا .

وقد روي عن ابن عباس في تأويل ذلك قول آخر وهو ما : -

1337 - حدثنا به ابن حميد قال ، حدثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) ، أي : بصاحبكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه إليكم خاصة .

1338 - حدثنا موسى قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) الآية ، قال : هؤلاء ناس من اليهود ، آمنوا ثم نافقوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية