الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في العفو

                                                                                                          1393 حدثنا أحمد بن محمد حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا يونس بن أبي إسحق حدثنا أبو السفر قال دق رجل من قريش سن رجل من الأنصار فاستعدى عليه معاوية فقال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن هذا دق سني قال معاوية إنا سنرضيك وألح الآخر على معاوية فأبرمه فلم يرضه فقال له معاوية شأنك بصاحبك وأبو الدرداء جالس عنده فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول ما من رجل يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به خطيئة قال الأنصاري أأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته أذناي ووعاه قلبي قال فإني أذرها له قال معاوية لا جرم لا أخيبك فأمر له بمال قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ويقال ابن يحمد الثوري [ ص: 541 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 541 ] قوله : ( فاستعدى عليه معاوية ) أي : استغاث معاوية على الرجل ، قال في القاموس : استعداه : استعانه واستنصره ( وألح ) من الإلحاح ( الآخر ) أي : الذي دق سنه ( فأبرمه ) من الإبرام ، أي : فأمله ، قال في القاموس : البرم : السآمة والضجر ، وأبرمه فبرم كفرح وتبرم : أمله فمل . انتهى ، وقال في مجمع البحار : برم به أي : سئمه ومله ( ما من رجل يصاب بشيء في جسده ) من نحو قطع ، أو جرح ( فيتصدق به ) أي : عفا عنه ، قال الطيبي : مرتب على قوله يصاب ومخصص له ؛ لأنه يحتمل أن يكون سماويا ، وأن يكون من العباد فخص بالثاني لدلالة قوله فتصدق به ، وهو العفو عن الجاني ، وقال المناوي : أي : إذا جنى إنسان على آخر جناية فعفا عنه لوجه الله نال هذا الثواب . قوله : ( هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه إلخ ) قال المنذري في الترغيب : وروى ابن ماجه المرفوع منه عن أبي السفر أيضا عن أبي الدرداء ، وإسناده حسن لولا الانقطاع . قوله : ( وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ، ويقال : ابن يحمد الثوري ) قال الحافظ سعيد بن يحمد بضم الياء التحتانية ، وكسر الميم ، وحكى الترمذي أنه قيل فيه : أحمد أبو السفر بفتح المهملة والفاء الهذلي الثوري الكوفي ثقة من الثالثة . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية