الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        طلعها كأنه رءوس الشياطين ؛ فيه ثلاثة أقوال: قيل: " الشياطين " : حيات لها رؤوس؛ فشبه طلعها برؤوس تلك الحيات؛ وقيل: " رؤوس الشياطين " : نبت معروف؛ وقيل - وهو القول المعروف -: إن الشيء إذا استقبح شبه بالشيطان؛ فقيل: " كأنه وجه شيطان " ؛ و " كأنه رأس شيطان " ؛ والشيطان لا يرى؛ ولكنه يستشعر أنه أقبح ما يكون من الأشياء؛ لو رئي لرئي في أقبح صورة؛ قال امرؤ القيس: [ ص: 307 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال؟



                                                                                                                                                                                                                                        ولم ير الغول قط؛ ولا أنيابها؛ ولكن التمثيل بما يستقبح أبلغ في باب المذكر يمثل بالشيطان؛ وفي باب ما يستقبح في المؤنث يشبه بالغول.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية