الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك أي : ما ذكر من العذاب الدنيوي والأخروي وما فيه من معنى البعد للإيذان بكونه في الغاية القاصية من الهول والفظاعة ، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى : بما قدمت يداك أي : بسبب ما اقترفته من الكفر والمعاصي . وإسناده إلى يديه لما أن الاكتساب عادة يكون بالأيدي ، والالتفات لتأكيد الوعيد وتشديد التهديد . ومحل "أن" في قوله عز وعلا : وأن الله ليس بظلام للعبيد الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي : والأمر أنه تعالى ليس بمعذب لعبيده بغير ذنب من قبلهم ، والتعبير عن ذلك بنفي الظلم مع أن تعذيبهم بغير ذنب ليس بظلم قطعا على ما نقرر من قاعدة أهل السنة فضلا عن كونه ظلما بالغا قد مر تحقيقه في (سورة آل عمران ) . والجملة اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبلها ، وأما ما قيل من أن محل "أن" هو الجر بالعطف على ما قدمت فقد عرفت حاله في (سورة الأنفال ) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية