الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب آداب الأكل 3666 - ( عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا أكل أحدكم طعاما [ ص: 182 ] فليقل : بسم الله ، فإن نسي في أوله فليقل : بسم الله على أوله وآخره } رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه )

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث أخرجه أيضا النسائي ، وهو من حديث عبد الله بن عبيد عن امرأة منهم يقال لها أم كلثوم عن عائشة ، ولم يقل الترمذي عن امرأة منهم إنما قال : عن أم كلثوم ، ووقع في بعض رواياته أم كلثوم الليثية وهو الأشبه ; لأن عبيد بن عمير الليثي . وقد أخرج أبو بكر بن أبي شيبة هذا الحديث في مسنده عن عبد الله بن عبيد بن عمير . عن عائشة ولم يذكر فيه أم كلثوم .

                                                                                                                                            وفي الباب عن جابر عند مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يؤول : { إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركت المبيت والعشاء } .

                                                                                                                                            وعن حذيفة بن اليمان عند مسلم وأبي داود والنسائي قال : { كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم يضع أحدنا يده في الطعام حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا حضرنا معه طعاما فجاء أعرابي كأنما يدفع ، فذهب ليضع يده في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم جاءت جارية كأنما تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها وقال : إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذا الأعرابي ليستحل بيده فأخذت بيده ، وجاء بهذه الجارية ليستحل بيدها فأخذت بيدها ، والذي نفسي بيده إن يده لفي يدي مع أيديهما } .

                                                                                                                                            وأخرج الترمذي عن عائشة قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاما في ستة من أصحابه ، فجاء أعرابي فأكل بلقمتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه لو سمى لكفى لكم } وقال : حديث حسن .

                                                                                                                                            وأخرج ابن السني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من نسي أن يذكر الله في أول طعامه فليقل حين يذكر : بسم الله أوله وآخره فإنه يستقبل طعاما جديدا ويمنع الخبيث مما كان يصيب منه } . وفي الباب أيضا عن عمر بن أبي سلمة وسيأتي ، وفي هذه الأحاديث دليل على مشروعية التسمية للأكل ، وأن الناسي يقول في أثنائه : بسم الله على أوله وآخره وكذا التارك للتسمية عمدا يشرع له التدارك في أثنائه . قال في الهدي : والصحيح وجوب التسمية عند الأكل وهو أحد الوجهين لأصحاب أحمد ، وأحاديث الأمر بها صحيحة صريحة لا معارض لها ولا إجماع يسوغ مخالفتها ويخرجها عن ظاهرها ، وتاركها يشركه الشيطان في طعامه وشرابه ا هـ .

                                                                                                                                            والذي عليه الجمهور من السلف والخلف من المحدثين وغيرهم أن أكل الشيطان محمول على ظاهره وأن للشيطان يدين ورجلين وفيهم ذكر وأنثى وأنه يأكل حقيقة بيده إذا لم يدفع . وقيل إن أكلهم على المجاز والاستعارة . وقيل إن أكلهم [ ص: 183 ] شم واسترواح ، ولا ملجأ إلى شيء من ذلك . وقد ثبت في الصحيح كما سيأتي { إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله } .

                                                                                                                                            وروي عن وهب بن منبه أنه قال : الشياطين أجناس ، فخالص الجن لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون وهم ريح ، ومنهم جنس يفعلون ذلك كله ويتوالدون وهم السعالي والغيلان ونحوهم .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية