الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      29- وأما قول الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 63 ] فلم يكن ذلك إنكارا منهم على ربهم، إنما سألوا ليعلموا، وأخبروا عن أنفسهم أنهم يسبحون ويقدسون. أو قالوا ذلك لأنهم كرهوا أن يعصى الله؛ لأن الجن قد كانت أمرت قبل ذلك فعصت.

                                                                                                                                                                                                                      وأما قوله: (نسبح بحمدك ونقدس لك) وقال: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) وقال: (فسبح بحمد ربك واستغفره) وذلك لأن الذكر كله تسبيح وصلاة. تقول: "قضيت سبحتي من الذكر والصلاة" فقال "سبح بالحمد". أي: "لتكن سبحتك بالحمد لله". وقوله: (أتجعل فيها) جاء على وجه الإقرار كما قال الشاعر: [ جرير ] :


                                                                                                                                                                                                                      (33) ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح

                                                                                                                                                                                                                      أي: أنتم كذلك.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية