الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بل تأتيهم بغتة عطف على لا يكفون وزعم ابن عطية أنه استدراك مقدر قبله نفي والتقدير إن الآيات لا تأتي بحسب اقتراحهم بل تأتيهم بغتة ، وقيل : إنه استدراك عن قوله تعالى : لو يعلم إلخ وهو منفي معنى كأنه قيل : لا يعلمون ذلك بل تأتيهم إلخ ، وبينه وبين ما زعمه ابن عطية كما بين السماء والأرض . والمضمر في ( تأتيهم ) عائد على ( الوعد ) لتأويله بالعدة أو الموعدة أو الحين لتأويله بالساعة أو على ( النار ) واستظهره في البحر ، بغتة أي فجأة مصدر في موضع الحال أو مفعول مطلق لتأتيهم وهو مصدر من غير لفظه فتبهتهم تدهشهم وتحيرهم أو تغلبهم على أنه معنى كنائي .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الأعمش (بل يأتيهم ) بياء الغيبة (بغتة ) بفتح الغين وهو لغة فيها ، وقيل : إنه يجوز في كل ما عينه حرف حلق (فيبهتهم ) بياء الغيبة أيضا ، فالضمير المستتر في كل من الفعلين للوعد أو للحين على ما قال الزمخشري .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو الفضل الرازي : يحتمل أن يكون للنار بجعلها بمعنى العذاب فلا يستطيعون ردها الضمير المجرور عائد على ما عاد عليه ضمير المؤنث فيما قبله ، وقيل : على البغتة أي لا يستطيعون ردها عنهم بالكلية ولا هم ينظرون أي يمهلون ليستريحوا طرفة عين ، وفيه تذكير بإمهالهم في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية