الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دعس ]

                                                          دعس : دعسه بالرمح يدعسه دعسا : طعنه . والمدعس : الرمح يدعس به ، وقيل : المدعس من الرماح الغليظ الشديد الذي لا ينثني ، ورمح مدعس . والمداعس : الصم من الرماح ; حكاه أبو عبيد . والدعس : الطعن . والمداعسة : المطاعنة . وفي الحديث : فإذا دنا العدو كانت المداعسة بالرماح حتى تقصد ; أي تكسر . ورجل مدعس : طعان ; قال :


                                                          لتجدني بالأمير برا وبالقناة مدعسا مكرا     إذا غطيف السلمي فرا



                                                          وسنذكره في الصاد ، وهو الأعرف . قال سيبويه : وكذلك الأنثى بغير هاء ولا يجمع بالواو والنون لأن الهاء لا تدخل مؤنثة . ورجل دعيس : كمدعس . ورجل مداعس مطاعن ; قال :


                                                          إذا هاب أقوام ، تجشمت هول ما     يهاب حمياه الألد المداعس



                                                          ويروى : تقحمت غمزة يهاب . وقد يكنى بالدعس عن الجماع . ودعس فلان جاريته دعسا إذا نكحها . والدعس : شدة الوطء . ودعست الإبل الطريق تدعسه دعسا : وطئته وطأ شديدا . والدعس : الأثر ، وقيل : هو الأثر الحديث البين ; قال ابن مقبل :


                                                          ومنهل دعس آثار المطي به     تلقى المحارم عرنينا فعرنينا



                                                          وطريق دعس ومدعاس ومدعوس : دعسته القوائم ووطئته وكثرت فيه الآثار . يقال : رأيت طريقا دعسا أي كثير الآثار . والمدعوس من الأرضين : الذي قد كثر به الناس ورعاه المال حتى أفسده وكثرت فيه آثاره وأبواله ، وهم يكرهونه إلا أن يجمعهم أثر سحابة لا يجدون منها بدا . والمدعاس : الطريق الذي لينته المارة ; قال رؤبة بن العجاج يصف حميرا وردت الماء :


                                                          في رسم آثار ومدعاس دعق     يردن تحت الأثل سياح الدسق



                                                          أي ممر هذه الحمير في رسم قد أثرت فيه حوافرها . والطريق الدعاق : الذي كثر عليه المشي . والسياح : الماء الذي يسيح على وجه الأرض . والدسق : البياض ; يريد به أن الماء أبيض . ومدعس القوم : مختبزهم ومشتواهم في البادية وحيث توضع الملة ، وهو مفتعل من الدعس ، وهو الحشو . ودعست الوعاء : حشوته ; قال أبو ذؤيب :


                                                          ومدعس فيه الأنيض اختفيته     بجرداء ، ينتاب الثميل حمارها



                                                          يقول : رب مختبز جعلت فيه اللحم ثم استخرجته قبل أن ينضج للعجلة والخوف لأنه في سفر . وفي التهذيب : والمدعس مختبز المليل ; ومنه قول الهذلي :


                                                          ومدعس فيه الأنيض اختفيته     بجرداء مثل الوكف ، يكبو غرابها



                                                          أي لا يثبت الغراب عليها لملاستها ; أراد الصحراء . وأرض دعسة ومدعوسة : سهلة . وأدعسه الحر : قتله . والمدعاس : اسم فرس الأقرع بن سفيان ; قال الفرزدق :


                                                          يعدي علالات العباية إذ دنا     له فارس المدعاس ، غير المعمر



                                                          وفي النوادر : رجل دعوس وغطوس وقدوس ودقوس ; كل ذلك في الاستقدام في الغمرات والحروب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية