الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3206 ) فصل : ولا بد في الحيوان كله من ذكر النوع ، والسن ، والذكورية ، والأنوثية ، ويذكر اللون إذا كان النوع الواحد يختلف ، ويرجع في سن الغلام إليه إن كان بالغا ، وإن كان صغيرا فالقول قول سيده ، وإن لم يعلم رجع في قوله إلى أهل الخبرة ، على ما يغلب على ظنونهم تقريبا . وإذا ذكر النوع في الرقيق وكان مختلفا ، مثل التركي ; منهم الجكلي والخزري ، فهل يحتاج إلى ذكره ، أو يكفي ذكر النوع ؟ يحتمل وجهين . ولا يحتاج في الجارية إلى ذكر البكارة والثيوبة ولا الجعودة والسبوطة ; لأن ذلك لا يختلف به الثمن اختلافا بينا ، ومثل ذلك لا يراعى ، كما في صفات الحسن والملاحة ، فإن ذكر شيئا من ذلك ، لزمه . ويذكر الثيوبة والبكارة ; لأن الثمن يختلف بذلك ويتعلق به الغرض .

                                                                                                                                            ويذكر القد ; خماسي أو سداسي ، يعني خمسة أشبار أو ستة أشبار . قال أحمد ، يقول : خماسي سداسي ، أسود أبيض ، أعجمي أو فصيح . فأما الإبل فيضبطها بأربعة أوصاف ، فيقول : من نتاج بني فلان . والسن ، بنت مخاض أو بنت لبون . واللون ، بيضاء أو حمراء أو ورقاء ، وذكر أو أنثى ، فإن كان نتاج يختلف فيه مهرية وأرحبية ، فهل يحتاج إلى ضبط ذلك ؟ يحتمل وجهين ; وما زاد على هذه الأوصاف لا يفتقر إلى ذكره ، وإن ذكر بعضه كان تأكيدا ولزمه . وأوصاف الخيل ، كأوصاف الإبل . وأما البغال والحمير ، فلا نتاج لها ، فيجعل مكان ذلك نسبتها إلى بلدها .

                                                                                                                                            وأما البقر والغنم ، فإن عرف لها نتاج ، فهي كالإبل ، وإلا فهي كالحمر ، ولا بد من ذكر النوع في هذه الحيوانات ، فيقول في الإبل : بختية أو عربية ، وفي الخيل ، عربية أو هجين أو برذون . وفي الغنم ، ضأن أو معز ، إلا الحمر والبغال ، فلا نوع فيهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية