الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

                                                                                                                                                                                                لمن كان له قلب أي: قلب واع; لأن من لا يعي قلبه فكأنه لا قلب له. وإلقاء السمع: الإصغاء وهو شهيد أي: حاضر بفطنته; لأن من لا يحضر ذهنه فكأنه غائب، وقد ملح الإمام عبد القاهر في قوله لبعض من يأخذ عنه [من السريع]:

                                                                                                                                                                                                ما

                                                                                                                                                                                                شئت من زهزهة والفتى بمصقلاباذ لسقي الزروع



                                                                                                                                                                                                [ ص: 605 ] أو: وهو مؤمن شاهد على صحته وأنه وحي من الله، أو وهو بعض الشهداء في قوله تعالى: لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143] وعن قتادة وهو شاهد على صدقه من أهل الكتاب لوجود نعته عنده وقرأ السدي وجماعة: (ألقي السمع)، على البناء للمفعول. ومعناه: لمن ألقى غيره السمع وفتح له أذنه فحسب ولم يحضر ذهنه وهو حاضر الذهن متفطن. وقيل: ألقى سمعه أو السمع منه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية