الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ( 102 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وكما أخذت ، أيها الناس ، أهل هذه القرى التي اقتصصت عليك نبأ أهلها بما أخذتهم به من العذاب ، على خلافهم أمري ، وتكذيبهم رسلي ، وجحودهم آياتي ، فكذلك أخذي القرى وأهلها إذا أخذتهم بعقابي ، وهم ظلمة لأنفسهم بكفرهم بالله ، وإشراكهم به غيره ، وتكذيبهم رسله ( إن أخذه أليم ) ، يقول : إن أخذ ربكم بالعقاب من أخذه ( أليم ) ، يقول : موجع ( شديد ) الإيجاع . [ ص: 475 ]

وهذا من الله تحذير لهذه الأمة ، أن يسلكوا في معصيته طريق من قبلهم من الأمم الفاجرة ، فيحل بهم ما حل بهم من المثلات ، كما : -

18559 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن بريد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يملي وربما ، قال : يمهل الظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . ثم قرأ : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) .

18560 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : إن الله حذر هذه الأمة سطوته بقوله : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) . [ ص: 476 ]

وكان عاصم الجحدري يقرأ ذلك : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) ، وذلك قراءة لا أستجيز القراءة بها لخلافها مصاحف المسلمين ، وما عليه قرأة الأمصار .

التالي السابق


الخدمات العلمية