الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم

                                                                                                                                                                                                                                      هذان تعيين لطرفي الخصام وإزاحة لما عسى يتبادر إلى الوهم من كونه بين كل واحدة من الفرق الست وبين البواقي وتحرير لمحله ، أي : فريق المؤمنين وفريق الكفرة المقسم إلى الفرق الخمس . 50 خصمان أي : فريقان مختصمان ، وإنما قيل : اختصموا في ربهم حملا على المعنى ، أي : اختصموا في شأنه عز وجل ، وقيل : في دينه ، وقيل : في ذاته وصفاته ، والكل من شئونه تعالى ، فإن اعتقاد كل من الفريقين بحقية ما هو عليه وبطلان ما عليه صاحبه وبناء أقواله وأفعاله عليه خصومة للفريق الآخر وإن لم يجر بينهما التحاور والخصام . وقيل : تخاصمت اليهود والمؤمنون فقالت اليهود : نحن أحق بالله وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله منكم آمنابمحمد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم كفرتم به حسدا فنـزلت .

                                                                                                                                                                                                                                      فالذين كفروا تفصيل لما أجمل في قوله تعالى : يفصل بينهم يوم القيامة . قطعت لهم أي : قدرت على مقادير جثثهم ، وقرئ بالتخفيف .

                                                                                                                                                                                                                                      ثياب من نار أي : نيران هائلة تحيط بهم إحاطة الثياب بلابسها يصب من فوق رءوسهم الحميم أي : الماء الحار الذي انتهت حرارته . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لو قطرت قطرة منها على جبال الدنيا لأذابتها ، والجملة مستأنفة ، أو خبر ثان للموصول ، أو حال من ضمير "لهم" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية