[ ص: 229 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْقَصَصِ
مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ إِلَّا آيَةً نَزَلَتْ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَقَالَ
ابْنُ سَلَامٍ :
بِالْجُحْفَةِ فِي وَقْتِ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
الْمَدِينَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=85إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : فِيهَا مِنَ الْمَدَنِيِّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ وَهِيَ ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ آيَةً .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28999قَوْلُهُ تَعَالَى : ( طسم ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=2تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ( تِلْكَ ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِمَعْنَى : هَذِهِ تِلْكَ . وَ ( آيَاتُ ) بَدَلٌ مِنْهَا . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ ( نَتْلُو ) وَ ( آيَاتُ ) بَدَلٌ مِنْهَا أَيْضًا ; وَتَنْصِبُهَا كَمَا تَقُولُ : زَيْدًا ضَرَبْتُ وَ ( الْمُبِينِ ) أَيِ الْمُبِينِ بَرَكَتَهُ وَخَيْرَهُ ، وَالْمُبِينُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَالْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ ، وَقَصَصَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَنُبُوَّةَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ;
[ ص: 230 ] وَيُقَالُ : بَانَ الشَّيْءُ وَأَبَانَ : اتَّضَحَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ ذَكَرَ قِصَّةَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَفِرْعَوْنَ وَقَارُونَ ، وَاحْتَجَّ عَلَى مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ ، وَبَيَّنَ أَنَّ قَرَابَةَ قَارُونَ مِنْ
مُوسَى لَمْ تَنْفَعْهُ مَعَ كُفْرِهِ ، وَكَذَلِكَ قَرَابَةُ
قُرَيْشٍ لِمُحَمَّدٍ ، وَبَيَّنَ أَنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَتَجَبَّرَ ، فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ كُفْرِهِ ، فَلْيُجْتَنَبِ الْعُلُوُّ فِي الْأَرْضِ ، وَكَذَلِكَ التَّعَزُّزُ بِكَثْرَةِ الْمَالِ ، وَهُمَا مِنْ سِيرَةِ فِرْعَوْنَ وَقَارُونَ . ( نَتَلُو عَلَيْكَ ) أَيْ يَقْرَأُ عَلَيْكَ
جِبْرِيلُ بِأَمْرِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ أَيْ مِنْ خَبَرِهِمَا وَ ( مِنْ ) لِلتَّبْعِيضِ وَ ( مِنْ نَبَإِ ) مَفْعُولُ ( نَتْلُو ) أَيْ نَتْلُو عَلَيْكَ بَعْضَ خَبَرِهِمَا ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَمَعْنَى : ( بِالْحَقِّ ) أَيْ بِالصِّدْقِ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَا كَذِبَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أَيْ يُصَدِّقُونَ بِالْقُرْآنِ وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ; فَأَمَّا مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَلَا يَعْتَقِدُ أَنَّهُ حَقٌّ .
nindex.php?page=treesubj&link=28999قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ أَيِ اسْتَكْبَرَ وَتَجَبَّرَ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ وَقَالَ
قَتَادَةُ : عَلَا فِي نَفْسِهِ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ بِكُفْرِهِ وَادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ . وَقِيلَ : بِمُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ فَصَارَ عَالِيًا عَلَى مَنْ تَحْتَ يَدِهِ فِي الْأَرْضِ أَيْ أَرْضِ
مِصْرَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا أَيْ فِرَقًا وَأَصْنَافًا فِي الْخِدْمَةِ . قَالَ
الْأَعْشَى :
وَبَلْدَةٌ يَرْهَبُ الْجَوَّابُ دَجْلَتَهَا حَتَّى تَرَاهُ عَلَيْهَا يَبْتَغِي الشِّيَعَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ أَيْ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي هَذَا فِي ( الْبَقَرَةِ ) عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ الْآيَةَ ; وَذَلِكَ لِأَنَّ الْكَهَنَةَ قَالُوا لَهُ : إِنَّ مَوْلُودًا يُولَدُ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ يَذْهَبُ مُلْكُكَ عَلَى يَدَيْهِ ، أَوْ قَالَ الْمُنَجِّمُونَ لَهُ ذَلِكَ ، أَوْ رَأَى رُؤْيَا فَعُبِرَتْ كَذَلِكَ قَالَ
الزَّجَّاجُ : الْعَجَبُ مِنْ حُمْقِهِ لَمْ يَدْرِ أَنَّ الْكَاهِنَ إِنْ صَدَقَ فَالْقَتْلُ لَا يَنْفَعُ ، وَإِنْ كَذَبَ فَلَا مَعْنَى لِلْقَتْلِ وَقِيلَ : جَعَلَهُمْ شِيَعًا فَاسْتَسْخَرَ كُلَّ قَوْمٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي شُغْلٍ مُفْرَدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ أَيْ فِي الْأَرْضِ بِالْعَمَلِ وَالْمَعَاصِي وَالتَّجَبُّرِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28999قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ أَيْ نَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ وَنُنْعِمَ . وَهَذِهِ حِكَايَةٌ مَضَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : قَادَةً فِي الْخَيْرِ
مُجَاهِدٌ : دُعَاةً إِلَى الْخَيْرِ .
قَتَادَةُ : وُلَاةً وَمُلُوكًا ; دَلِيلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا .
قُلْتُ : وَهَذَا أَعَمُّ فَإِنَّ الْمَلِكَ إِمَامٌ يُؤْتَمُّ بِهِ وَمُقْتَدًى بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ لِمُلْكِ
[ ص: 231 ] فِرْعَوْنَ ; يَرِثُونَ مُلْكَهُ ، وَيَسْكُنُونَ مَسَاكِنَ
الْقِبْطِ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكِ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا .
nindex.php?page=treesubj&link=28999قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ أَيْ نَجْعَلُهُمْ مُقْتَدِرِينَ عَلَى الْأَرْضِ وَأَهْلِهَا حَتَّى يُسْتَوْلَى عَلَيْهَا ; يَعْنِي أَرْضَ
الشَّامِ وَمِصْرَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا أَيْ وَنُرِيدُ أَنْ نُرِيَ فِرْعَوْنَ . وَقَرَأَ
الْأَعْمَشُ وَيَحْيَى وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ : ( وَيَرَى ) بِالْيَاءِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ ثُلَاثِيٌّ مِنْ ( رَأَى )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَجُنُودُهُمَا رَفْعًا لِأَنَّهُ الْفَاعِلُ . الْبَاقُونَ ( نُرِي ) بِضَمِّ النُّونِ وَكَسْرِ الرَّاءِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ رُبَاعِيٌّ مِنْ : أَرَى يُرِي ، وَهِيَ عَلَى نَسَقِ الْكَلَامِ ; لِأَنَّ قَبْلَهُ ( وَنُرِيدُ ) وَبَعْدَهُ ( وَنُمَكِّنَ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا نَصْبًا بِوُقُوعِ الْفِعْلِ وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ ( وَيُرِيَ فِرْعَوْنَ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْيَاءِ : وَيُرِيَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ أُخْبِرُوا أَنَّ هَلَاكَهُمْ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ فَكَانُوا عَلَى وَجَلٍّ ( مِنْهُمْ ) فَأَرَاهُمُ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ قَالَ
قَتَادَةُ : كَانَ حَازِيًا لِفِرْعَوْنَ - وَالْحَازِي الْمُنَجِّمُ - قَالَ : إِنَّهُ سَيُولَدُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَوْلُودٌ يَذْهَبُ بِمُلْكِكَ ; فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ بِقَتْلِ الْوِلْدَانِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ .