الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن كانت إلا صيحة واحدة [29]

                                                                                                                                                                                                                                        في "كانت" مضمر أي إن كانت عقوبتهم أو بليتهم إلا صيحة. قرأ أبو جعفر (إن كانت إلا صيحة واحدة) بالرفع. قال أبو حاتم : ينبغي ألا يجوز لأنه إنما يقال: ما جاءني إلا جاريتك، ولا يقال: ما جاءتني إلا جاريتك لأن المعنى ما جاءني أحد إلا جاريتك أي فلو كان كما قرأ أبو جعفر لقال: إن كانت إلا صيحة واحدة. قال أبو جعفر : لا يمتنع من هذا شيء، فقال: ما [ ص: 391 ] جاءتني إلا جاريتك، بمعنى ما جاءتني امرأة أو جارية. والتقدير: بالرفع في القراءة ما قاله أبو إسحاق ، [قال: المعنى] إن كانت عليهم صيحة إلا صيحة واحدة وقدره غيره بمعنى: ما وقعت إلا صيحة واحدة و"كان" بمعنى: وقع كثير في كلام العرب. وقرأ عبد الرحمن بن الأسود، ويقال: أنه في حرف عبد الله كذلك (إن كانت إلا زقية واحدة). قال أبو جعفر : هذا مخالف للمصحف، وأيضا فإن اللغة المعروفة: زقا يزقو إذا صاح فكان يجب على هذا أن يكون إلا زقوة. قال قتادة : فإذا هم خامدون أي هالكون.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية