الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ( 112 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فاستقم أنت ، يا محمد ، على أمر ربك ، والدين الذي ابتعثك به ، والدعاء إليه ، كما أمرك ربك ( ومن تاب معك ) ، يقول : ومن رجع معك إلى طاعة الله والعمل بما أمره به ربه من بعد كفره ( ولا تطغوا ) ، يقول : ولا تعدوا أمره إلى ما نهاكم عنه . ( إنه بما تعملون بصير ) ، يقول : إن ربكم ، أيها الناس ، بما تعملون من الأعمال كلها ، طاعتها ومعصيتها "بصير" ، ذو علم بها ، لا يخفى عليه منها شيء ، وهو لجميعها مبصر . يقول تعالى ذكره : فاتقوا الله ، أيها الناس ، أن يطلع عليكم ربكم وأنتم عاملون بخلاف أمره ، فإنه ذو علم بما تعملون ، وهو لكم بالمرصاد .

وكان ابن عيينة يقول في معنى قوله : ( فاستقم كما أمرت ) ، ما : -

18600 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن [ ص: 500 ] الزبير ، عن سفيان في قوله : ( فاستقم كما أمرت ) ، قال : استقم على القرآن .

18601 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب ، قال ، قال ابن زيد في قوله : ( ولا تطغوا ) ، قال : الطغيان : خلاف الله ، وركوب معصيته . ذلك "الطغيان" .

التالي السابق


الخدمات العلمية