الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3219 ) فصل : وما عدا المكيل والموزون والحيوان والمذروع ، فعلى ضربين : معدود ، وغيره فالمعدود نوعان ; أحدهما ، لا يتباين كثيرا ، كالجوز والبيض ونحوهما ، فيسلم فيه عددا . وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي . وقال الشافعي : يسلم فيهما كيلا أو وزنا ، ولا يجوز عددا ; لأن ذلك يتباين ويختلف ، فلم يجز عددا ، كالبطيخ .

                                                                                                                                            ولنا أن التفاوت يسير ، ويذهب ذلك باشتراط الكبر أو الصغر أو الوسط ، فيذهب التفاوت ، وإن بقي شيء يسير عفي عنه ، كسائر التفاوت في المكيل والموزون المعفو عنه ، ويفارق البطيخ ; فإنه ليس بمعدود ، والتفاوت فيه كثير لا ينضبط . النوع الثاني ، ما يتفاوت ; كالرمان والسفرجل والقثاء والخيار ، فهذا حكمه حكم ما ليس بمعدود من البطيخ والبقول ، ففيه وجهان ; أحدهما ، يسلم فيه عددا ، ويضبطه بالصغر والكبر ; لأنه يباع هكذا .

                                                                                                                                            الثاني ، لا يسلم فيه إلا وزنا . وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي ; لأنه لا يمكن تقديره بالعدد ، لأنه يختلف كثيرا ، ويتباين جدا ، ولا بالكيل ; لأنه يتجافى في المكيال ، ولا يمكن تقدير البقول بالحزم ; لأنه يختلف ، ويمكن حزم الكبيرة والصغيرة ، فلم يمكن تقديره بغير الوزن ، فتعين تقديره به .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية