الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق

                                                                                                                                                                                                                                      حنفاء لله مائلين عن كل دين زائغ إلى الدين الحق مخلصين له تعالى غير مشركين به أي : شيئا من الأشياء فيدخل في ذلك الأوثان دخولا أوليا وهما حالان من واو فاجتنبوا . ومن يشرك بالله جملة مبتدأة مؤكدة لما قبلها من الاجتناب عن الإشراك ، وإظهار الاسم الجليل لإظهار حال قبح الإشراك . فكأنما خر من السماء لأنه مسقط من أوج الإيمان إلى حضيض الكفر . فتخطفه الطير فإن الأهواء المردية توزع أفكاره . وقرئ : "فتخطفه" بفتح الخاء وتشديد الطاء ، وبكسر الخاء والطاء ، وبكسر التاء مع كسرهما وأصلهما "تختطفه" .

                                                                                                                                                                                                                                      أو تهوي به الريح أي : تسقطه وتقذفه في مكان سحيق بعيد فإن الشيطان قد طوح به في الضلالة ، [ ص: 106 ] و"أو" للتخيير كما في أو كصيب ، أو للتنويع . ويجوز أن يكون من باب التشبيه المركب فيكون المعنى : ومن يشرك بالله فقد هلكت نفسه هلاكا شبيها بهلاك أحد الهالكين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية