الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنـزل إليكم وما أنـزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب

                                                                                                                                                                                                وإن من أهل الكتاب عن مجاهد : نزلت في عبد الله بن سلام وغيره من مسلمة أهل الكتاب، وقيل في أربعين من أهل نجران، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى -عليه السلام- فأسلموا، وقيل في أصحمة النجاشي ملك الحبشة، ومعنى أصحمة: عطية بالعربية، وذلك أنه لما مات نعاه جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم" فخرج إلى البقيع ونظر إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي ، وصلى عليه واستغفر له، فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط وليس على دينه، فنزلت، ودخلت لام الابتداء على اسم "إن" لفصل الظرف بينهما، كقوله: وإن [ ص: 683 ] منكم لمن ليبطئن [النساء: 72].

                                                                                                                                                                                                وما أنزل إليكم : من القرآن وما أنزل إليهم : من الكتابين خاشعين لله : حال من فاعل "يؤمن" لأن من يؤمن في معنى الجمع لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا كما يفعل من لم يسلم من أحبارهم وكبارهم أولئك لهم أجرهم عند ربهم أي: ما يختص بهم من الأجر وهو ما وعدوه في قوله: أولئك يؤتون أجرهم مرتين [القصص: 54]، يؤتكم كفلين من رحمته [الحديد: 28]، إن الله سريع الحساب لنفوذ علمه في كل شيء، فهو عالم بما يستوجبه كل عامل من الأجر، ويجوز أن يراد: إنما توعدون لآت قريب بعد ذكر الموعد.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية