الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ؛ " بل " ؛ للإضراب والانتقال؛ وهو الانتقال من ذكر أحوال الكافرين المتشابهة جيلا بعد جيل؛ إلى المشركين الذين يعاندون النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وبيان المشابهة بين قولهم وقول من سبقوهم؛ وأوضح هذه المشابهة في كفر الحاضرين بالبعث؛ كما كفر الماضون؛ وعقد - سبحانه - المشابهة في كفرهم بالبعث؛ فقال: بل قالوا مثل ما قال الأولون ؛ الذين غلب على تفكيرهم المادة المحسوسة دون الغيب المعقول؛ وفسر الله (تعالى) قولهم الذي شابهوا به من سبقوهم؛ والتقوا معهم على مائدة الإنكار لغير المادي المحسوس؛ أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ؛ الاستفهام للإنكار؛ في قوله [ ص: 5106 ] (تعالى) - عنهم -: أإذا متنا ؛ وقوله: أإنا لمبعوثون ؛ في هذا الاستفهام إشارة إلى موضع استنكارهم؛ فموضع استنكارهم البعث بعد أن يموتوا ويصيروا ترابا وعظاما؛ كقولهم: من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ؛ وكرر - سبحانه - الاستفهام للنص على موضع إنكارهم أو استنكارهم؛ وذلك جهل منهم بالله؛ وهو الخالق؛ وهو شديد المحال.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية