الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور آية 257

                                          [2630] حدثنا أبي ، ثنا يحيى بن المغيرة ، أنبأ جرير ، عن منصور ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن مقسم أو مجاهد في قول الله عز وجل: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور قال: كان قوم آمنوا بعيسى وقوم كفروا به، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم، آمن به الذين كفروا بعيسى وكفر به الذين آمنوا بعيسى فقال: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور يخرجهم من كفرهم بعيسى إلى إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وروي عن أبي مالك ، ومقاتل بن حيان ، والربيع بن أنس ، وقتادة نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: والذين كفروا

                                          [2631] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير ، عن مقاتل قوله: والذين كفروا يعني: أهل الكتاب.

                                          قوله: أولياؤهم الطاغوت

                                          قد تقدم تفسيره.

                                          قوله: يخرجونهم من النور إلى الظلمات

                                          [2632] وبه عن مقاتل بن حيان قوله: والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات يعني: أهل الكتاب، كانوا آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وعرفوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجدونه في كتبهم، وكانوا [ ص: 498 ] به مؤمنين، قبل أن يبعث، فلما بعثه الله كفروا وجحدوا وأنكروا، فذلك خروجهم من النور، يعني من إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، ويعني بالظلمات: كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم.

                                          وروي عن الربيع بن أنس ، وقتادة ، وأبي مالك ، نحو ذلك.

                                          [2633] حدثنا أبي ، ثنا علي بن ميسرة ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد قال: يبعث أهل الأهواء أو تبعث الفتن، فمن كان هواه الإيمان، كانت فتنته بيضاء مضيئة، ومن كان هواه الكفر، كانت فتنته سوداء مظلمة، ثم قرأ هذه الآية: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور

                                          قوله تعالى: أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

                                          قد تقدم تفسيره. رقم 39

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية