الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دفق ]

                                                          دفق : دفق الماء والدمع يدفق ويدفق دفقا ودفوقا واندفق وتدفق واستدفق : انصب ، وقيل : انصب بمرة فهو دافق أي مدفوق كما قالوا سر كاتم أي مكتوم ، لأنه من قولك دفق الماء ، على ما لم يسم فاعله ; ومنهم من قال : لا يقال دفق الماء . وكل مراق دافق ومندفق ، وقد دفقه يدفقه ويدفقه دفقا ودفقه . والاندفاق : الانصباب . والتدفق : التصبب . التهذيب : قال الله تعالى : خلق من ماء دافق ; قال الفراء : معنى دافق مدفوق ، قال : وأهل الحجاز أفعل لهذا من غيرهم أن يفعلوا المفعول فاعلا إذا كان في مذهب نعت ، كقول العرب : هذا سر كاتم وهم ناصب وليل نائم ، قال : وأعان على ذلك أنها وافقت رءوس الآيات التي هي معهن ، وقال الزجاج : من ماء دافق ، معناه من ماء ذي دفق ، قال : وهو مذهب سيبويه ، وكذلك سر كاتم ذو كتمان . واندفق الكوز إذا دفق ماؤه . ويقال في الطيرة عند انصباب الإناء : دافق خير ! وقد أدفقت الكوز إذا بددت ما فيه بمرة . قال الأزهري : الدفق في كلام العرب صب الماء ، وهو متعد . يقال : دفقت الكوز فاندفق وهو مدفوق ، قال : ولم أسمع دفقت الماء فدفق لغير الليث ، قال : وأحسبه ذهب إلى قوله تعالى : خلق من ماء دافق ، وهذا جائز في النعوت ، ومعنى دافق ذي دفق كما قال الخليل و سيبويه . ابن الأعرابي : رجل أدفق إذا انحنى صلبه من كبر أو غم ; وأنشد المفضل :


                                                          وابن ملاط متجاف أدفق



                                                          وفي الدعاء على الإنسان بالموت : دفق الله روحه أي أفاظه . ودفقت كفاه الندى أي صبتا ، شدد للكثرة . ودفق النهر والوادي إذا امتلأ حتى يفيض الماء من جوانبه . وسيل دفاق ، بالضم : يملأ جنبتي الوادي . وفي حديث الاستسقاء : دفاق العزائل ; الدفاق : المطر الواسع الكثير ، والعزائل : مقلوب العزالي ، وهي مخارج الماء من المزاد . وفم أدفق إذا انصبت أسنانه إلى قدام . ودفق البعير دفقا وهو أدفق : مال مرفقه عن جانبه . وبعير أدفق بين الدفق إذا كانت أسنانه منتصبة إلى الخارج . ورجل أدفق : في نبتة أسنانه . . . وتدفقت الأتن : أسرعت . وسير أدفق : سريع ; قال الراجز :


                                                          بين الدفقى والنجاء الأدفق

                                                          وقال أبو عبيدة : هو أقصى العنق . يقال : سار القوم سيرا أدفق أي سريعا . وجمل دفق ، مثل هجف : سريع يتدفق في مشيه ، والأنثى دفوق ودفاق ودفقة ودفقى ودفقى . وهو يمشي الدفقى إذا أسرع وباعد خطوه ، وهي مشية يتدفق فيها ويسرع ; وأنشد :


                                                          تمشي العجيلى من مخافة شدقم     يمشي الدفقى والخنيف ويضبر



                                                          وقوله أنشده ثعلب :


                                                          على دفقى المشي عيسجور



                                                          فسره بأن الدفقى هنا المشي السريع ، وليس كذلك لأن الدفقى إنما هي هنا صفة للناقة بدليل قوله عيسجور ، وهي الشديدة . وفي حديث الزبرقان : أبغض كنائني إلي التي تمشي الدفقى ; هي بالكسر والتشديد والقصر : الإسراع في المشي . وناقة دفاق ، بالكسر : وهي المتدفقة في سيرها مسرعة . وقد يقال : جمل دفاق وناقة دفقاء وجمل أدفق ، وهو شدة بينونة المرفق عن الجنبين ; وأنشد :


                                                          بعنتريس ترى في زورها دسعا     وفي المرافق من حيزومها دفقا



                                                          ويقال : فلان يتدفق في الباطل تدفقا إذا كان يسارع إليه ; قال [ ص: 277 ] الأعشى :


                                                          فما أنا عما تصنعون بغافل     ولا بسفيه حلمه يتدفق



                                                          وجاءوا دفقة واحدة ، بالضم ، أي دفعة واحدة . ودفاق : موضع ; قال ساعدة :


                                                          وما ضرب بيضاء يسقي دبوبها     دفاق فعروان الكراث فضيمها



                                                          وقال أبو حنيفة : هو واد . ويقال : هلال أدفق إذا رأيته مرقونا أعقف ولا تراه مستلقيا قد ارتفع طرفاه ; وقال أبو مالك : هلال أدفق خير من هلال حاقن ; قال : الأدفق الأعوج ، والحاقن الذي يرتفع طرفاه ويستلقي ظهره . وفي النوادر : هلال أدفق أي مستو أبيض ليس بمنتكت على أحد طرفيه ، قال أبو زيد : العرب تستحب أن يهل الهلال أدفق ، ويكرهون أن يكون مستلقيا قد ارتفع طرفاه . ابن بري : ودوفق قبيلة ; قال الشاعر :


                                                          لو كنت من دوفق أو بنيها     قبيلة قد عطبت أيديها
                                                          معودين الحفر حافريها



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية