الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        [ ص: 5583 ] كتاب الحجر

                                                                                                                                                                                        النسخ المقابل عليها

                                                                                                                                                                                        1 - (ف) نسخة فرنسا رقم (1071)

                                                                                                                                                                                        2 - (ت) نسخة تازة رقم (234 & 243)

                                                                                                                                                                                        3 - (ر) نسخة الحمزوية رقم (110)

                                                                                                                                                                                        [ ص: 5584 ]

                                                                                                                                                                                        [ ص: 5585 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                        وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد

                                                                                                                                                                                        وآله وصحبه وسلم تسليما

                                                                                                                                                                                        كتاب الحجر

                                                                                                                                                                                        الحجر يستحق على ستة: يتيم لم يبلغ ، وبالغ فقيد العقل، وعاقل أبله ضعيف التمييز والأخذ والإعطاء لا يعرف الإمساك وإن كان لا يقصد الإتلاف، وعاقل مميز يتلف ماله في الشهوات واللذات سفها إلا أن يكون ممن يتكلف التجر والكسب، ولا تؤدي أفعاله مع تجره إلى ما يتلف ماله، والذي يخدع في البيوع على اختلاف فيه، والمفلس. والحجر على جميع من ذكر لحقهم ونظرائهم إلا لمفلس فإنه لحق الغرماء.

                                                                                                                                                                                        والأصل في اليتيم قول الله سبحانه: وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم [النساء: 6] ، وفي المجنون والضعيف التمييز والسفيه. قوله تبارك وتعالى: فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل [البقرة: 282] ، ولو كان رجلا عاقلا مثمرا لماله يستعين بذلك على الفسوق وشرب الخمر رأيت أن يحجر عليه، وإن كان ينميه بمثل ذلك، وذلك لحق الله سبحانه؛ لأن تغيير المنكر فرض، فإذا كان لا ينزجر هذا مع بقاء المال في يده إلا بالحجر، حجر عليه، [ ص: 5586 ] وقال مالك في المدونة في الذين تحجر عليهم أموالهم: هم الذين يبذرونه في الفسوق والشراب .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية