الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5856 باب المعاريض مندوحة عن الكذب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال بعضهم: "باب" منونا. قلت: ليس كذلك; لأن شرط الإعراب التركيب، وإنما يكون معربا إذا قلنا: هذا باب فيه المعاريض مندوحة، كذا وقع في الأصول: "المعاريض" بالياء، وكذا أورده ابن بطال، وأورده ابن التين بلفظ: "المعارض" بدون الياء، ثم قال: كذا التبويب، والصواب: "المعاريض" كما في رواية أبي ذر. والمعاريض: جمع معراض، من التعريض، وهو خلاف التصريح من القول، وهو التورية بالشيء عن الشيء، ومعنى "مندوحة" متسعة، يقال منه: انتدح فلان بكذا ينتدح به انتداحا؛ إذا اتسع به. وقال ابن الأنباري: يقال: ندحت الشيء؛ وسعته. قال الطبري: يقال: انتدحت الغنم في مرابضها؛ إذا تبددت واتسعت من البطنة، وانتدح بطن فلان؛ إذا استرخى واتسع، وحاصل المعنى: المعاريض يستغني بها الرجل عن الاضطرار إلى الكذب، وهذه الترجمة ذكرها الطبري بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ، وأخرجه ابن أبي عدي عن قتادة مرفوعا، ووهاه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية