الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5137 ] معاني السورة

                                                          حد الزنا

                                                          قال الله (تعالى): سورة أنـزلناها وفرضناها وأنـزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين

                                                          ابتدأ - سبحانه وتعالى - السورة باختصاصها بأنها سورة: سورة أنـزلناها وفرضناها ؛ وذكرها منكرة؛ لإعلاء شأنها؛ وحسبها أنها منزلة من عند الله؛ واختصت بذكر أنها أنزلت من عند الله؛ وقوله: وفرضناها ؛ أي: فرضنا ما فيها من أحكام تتعلق بحماية الأسرة؛ وعقاب المعتدين على النسل فيها؛ ولكيلا يتمرد على أحكامها أحد؛ فهي أحكام مفروضة من عند الله؛ وهي تطهير للعباد من إثمهم؛ وكما شرف الله (تعالى) السورة كلها بنسبة إنزالها إليه؛ شرف آيات الأحكام فيها بالإنزال; تأكيدا للإلزام بأحكامها؛ والتزام أحكامها؛ ولو كانت شديدة؛ فهي شديدة على المعتدين؛ وحفظ للمؤمنين؛ وقوله (تعالى): وفرضناها ؛ أي: فرضنا ما اشتملت عليه من أحكام؛ وأولها وأشد عقوبة: الزنا؛ وقوله (تعالى): لعلكم تذكرون ؛ أي: تذكرون أحكامها؛ وتعرفون شدتها؛ فتعرفوا قبح الجريمة؛ وأثرها في المجتمع الإسلامي؛ وأنها لا تكون في قوم إلا كتبت عليهم الذلة؛ والضعف؛ والاستسلام؛ والخنوع.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية