(سورة الحج 22 ) أخرج عن ابن مردويه ابن عباس ، رضي الله تعالى عنهم أنها نزلت وابن الزبير بالمدينة وهو قول وقيل كلها مكية ، وأخرج الضحاك أبو جعفر النحاس عن عن مجاهد أنها مكية سوى ثلاث آيات ابن عباس هذان خصمان [الحج : 19] إلى تمام الآيات الثلاث فإنها نزلت بالمدينة ، وفي رواية عن إلا أربع آيات ابن عباس هذان خصمان إلى قوله تعالى : عذاب الحريق [الحج : 22] .
[ ص: 110 ] وأخرج عن ابن المنذر أنها مدنية غير أربع آيات قتادة وما أرسلنا من قبلك من رسول - إلى- عذاب يوم عقيم [الحج : 52 . 55] فإنها مكيات ، والأصح القول بأنها مختلطة فيها مدني ومكي وإن اختلف في التعيين وهو قول الجمهور . وعدة آياتها ثمان وتسعون في الكوفي وسبع وتسعون في المكي وخمس وتسعون في البصري وأربع وتسعون في الشامي . ووجه مناسبتها للسورة التي قبلها ظاهر ، وجاء في فضلها ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن مردويه في سننه والبيهقي عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال : قلت يا رسول الله أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين ؟ قال : نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما . عن
والروايات في أن فيها سجدتين متعددة مذكورة في الدر المنثور ، نعم أخرج من طريق ابن أبي شيبة العريان المجاشعي عن قال : في الحج سجدة واحدة وهي الأولى كما جاء في رواية . ابن عباس
بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم خطاب يعم حكمه المكلفين عند النزول ومن سينتظم في سلكهم بعد من الموجودين القاصرين عن رتبة التكليف والحادثين بعد ذلك إلى يوم القيامة لكن لا بطريق الحقيقة عندنا بل بطريق التغليب أو تعميم الحكم بدليل خارجي فإن خطاب المشافهة لا يتناول من لم يكلف بعد وهو خاص بالمكلفين الموجودين عند النزول خلافا للحنابلة وطائفة من السلفيين والفقهاء حيث ذهبوا إلى تناوله الجميع حقيقة ، ولا خلاف في دخول الإناث كما قال في نحو الناس مما يدل على الجمع ولم يظهر فيه علامة تذكير ولا تأنيث وإنما الخلاف في دخولهن في نحو ضمير ( اتقوا ) والمسلمين فذهبت الشافعية والأشاعرة والجمع الكثير من الحنفية الآمدي والمعتزلة إلى نفيه ، وذهبت الحنابلة وابن داود وشذوذ من الناس إلى إثباته ، والدخول هنا عندنا بطريق التغليب .
وزعم بعضهم أن الخطاب خاص بأهل مكة وليس بذاك ، والمأمور به مطلق التقوى الذي هو التجنب عن كل ما يؤثم من فعل وترك ويندرج فيه الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر حسبما ورد به الشرع اندراجا أوليا لكن على وجه يعم الإيجاد والدوام ، والمناسب لتخصيص الخطاب بأهل مكة أن يراد بالتقوى المرتبة الأولى منها وهي التوقي عن الشرك ، والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لتأييد الأمر وتأكيد إيجاب الامتثال به ترهيبا وترغيبا أي احذروا عقوبة مالك أمركم ومربيكم ، وقوله تعالى : إن زلزلة الساعة شيء عظيم تعليل لموجب الأمر بذكر أمر هائل فإن ملاحظة عظم ذلك وهوله وفظاعة ما هو من مبادئه ومقدماته من الأحوال والأهوال التي لا ملجأ منها سوى التدرع بلباس التقوى مما يوجب مزيد الاعتناء بملابسته وملازمته لا محالة . والزلزلة التحريك الشديد والإزعاج العنيف بطريق التكرير بحيث يزيل الأشياء من مقارها ويخرجها عن مركزها ، وإضافتها إلى الساعة إما من إضافة المصدر إلى فاعله لكن على سبيل المجاز في النسبة كما قيل في قوله تعالى : بل مكر الليل والنهار [سبأ : 33] لأن المحرك حقيقة هو الله تعالى والمفعول الأرض أو الناس أو من إضافته إلى المفعول لكن على إجرائه مجرى المفعول به اتساعا كما في قوله : يا سارق الليلة أهل الدار وجوز أن تكون الإضافة على معنى في وقد أثبتها بعضهم وقال بها في الآية السابقة ، وهي عند بعض المذكورة في قوله تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها [الزلزلة : 1] وتكون على ما قيل عند النفخة الثانية وقيام الساعة بل روي عن أن زلزلة الساعة قيامها . ابن عباس
وأخرج أحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي والترمذي وصححاه والحاكم عمران [ ص: 111 ] بن حصين قال : لما نزلت يا أيها الناس - إلى- ولكن عذاب الله شديد كان صلى الله تعالى عليه وسلم في سفر فقال : أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا : الله تعالى ورسوله أعلم . قال : ذلك يوم يقول الله تعالى لآدم عليه السلام ابعث بعث النار قال : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فأنشأ المسلمون يبكون فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : قاربوا وسددوا وأبشروا فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية فتؤخذ العدة من الجاهلية فإن تمت وإلا كملت من المنافقين وما مثلكم في الأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا قال : ولا أدري قال الثلثين أم لا ، وحديث البعث مذكور في الصحيحين وغيرهما لكن بلفظ آخر وفيه كالمذكور ما يؤيد كون هذه الزلزلة في يوم القيامة وهو المروي عن عن . الحسن
وأخرج وغيره عن ابن المنذر علقمة والشعبي أنها تكون قبل طلوع الشمس من مغربها ، وإضافتها إلى الساعة على هذا لكونها من أماراتها ، وقد وردت آثار كثيرة في حدوث زلزلة عظيمة قبل قيام الساعة هي من أشراطها إلا أن في كون تلك الزلزلة هي المراد هنا نظرا إذ لا يناسب ذلك كون الجملة تعليلا لموجب أمر جميع الناس بالتقوى ، ثم إنها على هذا القول على معناها الحقيقي وهو حركة الأرض العنيفة ، وتحدث هذه الحركة بتحريك ملك بناء على ما روي أن في الأرض عروقا تنتهي إلى جبل قاف وهي بيد ملك هناك فإذا أراد الله عز وجل أمرا أن يحرك عرقا فإذا حركه زلزلت الأرض . وعبيد بن عمير
وعند الفلاسفة أن البخار إذا احتبس في الأرض وغلظ بحيث لا ينفذ في مجاريها لشدة استحصافها وتكاثفها اجتمع طالبا للخروج ولم يمكنه فزلزلت الأرض ، وربما اشتدت الزلزلة فخسفت الأرض فيخرج نار لشدة الحركة الموجبة لاشتعال البخار والدخان لا سيما إذا امتزجا امتزاجا مقربا إلى الدهنية ، وربما قويت المادة على شق الأرض فتحدث أصوات هائلة ، وربما حدثت الزلزلة من تساقط عوالي وهدأت في باطن الأرض فيتموج بها الهواء المحتقن فتزلزل به الأرض ، وقليلا ما فتتزلزل بسقوط قلل الجبال عليها لبعض الأسباب .
ومما يستأنس به للقول بأن سببها احتباس البخار الغليظ وطلبه للخروج وعدم تيسره له كثرة الزلازل في الأرض الصلبة وشدتها بالنسبة إلى الأرض الرخوة ، ولا يخفى أنه إذا صح حديث في بيان سبب الزلزلة لا ينبغي العدول عنه وإلا فلا بأس بالقول برأي الفلاسفة في ذلك وهو لا ينافي القول بالفاعل المختار كما ظن بعضهم ، وهي على القول بأنها يوم القيامة قال بعضهم على حقيقتها أيضا ، وقال آخرون : هي مجاز عن الأهوال والشدائد التي تكون في ذلك اليوم ، وفي التعبير عنها بالشيء إيذان بأن العقول قاصرة عن إدراك كنهها والعبارة ضيقة لا تحيط بها إلا على وجه الإبهام . وفي البحر أن إطلاق الشيء عليها مع أنه لم توجد بعد يدل على أنه يطلق على المعدوم ، ومن منع ذلك قال : إن إطلاقه عليها لتيقن وقوعها وصيرورتها إلى الوجود لا محالة .
تفسير سورة الحج
- تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم
- تفسير قوله تعالى يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت
- تفسير قوله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان
- تفسير قوله تعالى كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب
- تفسير قوله تعالى يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم
- تفسير قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى
- تفسير قوله تعالى وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور
- تفسير قوله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب
- تفسير قوله تعالى ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي
- تفسير قوله تعالى ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد
- تفسير قوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن
- تفسير قوله تعالى يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه
- تفسير قوله تعالى يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى
- تفسير قوله تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري
- تفسير قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة
- تفسير قوله تعالى وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد
- تفسير قوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى
- تفسير قوله تعالى ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض
- تفسير قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم
- تفسير قوله تعالى يصهر به ما في بطونهم والجلود
- تفسير قوله تعالى ولهم مقامع من حديد
- تفسير قوله تعالى كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها
- تفسير قوله تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات
- تفسير قوله تعالى وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد
- تفسير قوله تعالى إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام
- تفسير قوله تعالى وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا
- تفسير قوله تعالى وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر
- تفسير قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات
- تفسير قوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق
- تفسير قوله تعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
- تفسير قوله تعالى حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله
- تفسير قوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
- تفسير قوله تعالى لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت
- تفسير قوله تعالى ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم
- تفسير قوله تعالى الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين
- تفسير قوله تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
- تفسير قوله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم
- من باب الإشارة
- تفسير قوله تعالى إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان
- تفسير قوله تعالى أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير
- تفسير قوله تعالى الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله
- تفسير قوله تعالى الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
- تفسير قوله تعالى وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود
- تفسير قوله تعالى فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية
- تفسير قوله تعالى أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها
- تفسير قوله تعالى ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده
- تفسير قوله تعالى وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها
- تفسير قوله تعالى قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين
- تفسير قوله تعالى فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم
- تفسير قوله تعالى والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم
- تفسير قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى
- تفسير قوله تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض
- تفسير قوله تعالى وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به
- تفسير قوله تعالى ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة
- تفسير قوله تعالى الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات
- تفسير قوله تعالى والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين
- تفسير قوله تعالى والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم
- تفسير قوله تعالى ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم
- تفسير قوله تعالى ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه
- تفسير قوله تعالى ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
- تفسير قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل
- تفسير قوله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضر
- تفسير قوله تعالى له ما في السماوات وما في الأرض
- تفسير قوله تعالى ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري
- تفسير قوله تعالى وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور
- تفسير قوله تعالى لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر
- تفسير قوله تعالى وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون
- تفسير قوله تعالى الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون
- تفسير قوله تعالى ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض
- تفسير قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا
- تفسير قوله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا
- تفسير قوله تعالى يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له
- تفسير قوله تعالى ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز
- تفسير قوله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس
- تفسير قوله تعالى يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور
- تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم
- تفسير قوله تعالى وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم
- من باب الإشارة