الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : لئلا يعلم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن يزيد بن حازم قال : سمعت عكرمة وعبد الله بن أبي سلمة قرأ أحدهما : لئلا يعلم أهل الكتاب وقرأ الآخر : (ليعلم أهل الكتاب) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله قسم العمل، وقسم الأجر - وفي لفظ : وقسم الأجل - فقيل لليهود : اعملوا، فعملوا إلى نصف النهار، فقيل : لكم قيراط، وقيل للنصارى : اعملوا [ ص: 296 ] فعملوا من نصف النهار إلى العصر، فقيل : لكم قيراط، وقيل للمسلمين : اعملوا، فعملوا من العصر إلى غروب الشمس، فقيل : لكم قيراطان، فتكلمت اليهود والنصارى في ذلك، فقالت اليهود : نعمل إلى نصف النهار فيكون لنا قيراط؟! وقالت النصارى : نعمل من نصف النهار إلى العصر فيكون لنا قيراط؟! ويعمل هؤلاء من العصر إلى غروب الشمس فيكون لهم قيراطان!» فأنزل الله : لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله إلى آخر الآية، ثم قال : «إن مثلكم فيما قبلكم من الأمم كما بين العصر إلى غروب الشمس» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة قال : لما نزلت : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية، حسد أهل الكتاب المسلمين عليها، فأنزل الله : لئلا يعلم أهل الكتاب الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن مجاهد قال : قالت اليهود : يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع الأيدي والأرجل، فلما خرج من العرب كفروا، فأنزل الله : لئلا يعلم أهل الكتاب الآية، يعني بالفضل النبوة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 297 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، أنه قرأ : (كي لا يعلم أهل الكتاب) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية