الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون

                                                                                                                                                                                                                                      27 - فأوحينا إليه أي : أجبنا دعاءه فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا أي : تصنعه وأنت واثق بحفظ الله لك ورؤيته إياك أو بحفظنا وكلاءتنا كأن معك من الله حفاظا يكلؤونك بعيونهم لئلا يتعرض لك ولا يفسد عليك مفسد عملك ومنه قولهم عليه من الله عين كالئة ووحينا أمرنا وتعليمنا إياك صنعتها روي: أنه أوحي إليه أن يصنعها على مثال جؤجؤ الطائر فإذا جاء أمرنا أي : عذابنا بأمرنا وفار التنور أي : فار الماء من تنور الخبز أي : أخرج سبب الغرق من موضع الحرق ليكون أبلغ في الإنذار والاعتبار روي أنه قيل لنوح إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة فلما نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب وكان تنور آدم فصار إلى نوح وكان من حجارة واختلف في مكانه فقيل في مسجد الكوفة وقيل بالشام وقيل بالهند فاسلك فيها فأدخل [ ص: 466 ] في السفينة من كل زوجين من كل أمة زوجين وهما أمة الذكر وأمة الأنثى كالجمال والنوق والحصان والرماك اثنين واحدين مزدوجين كالجمل والناقة والحصان والرمكة ، روي: أنه لم يحمل إلا ما يلد ويبيض ، من كل حفص أي : من كل أمة زوجين اثنين واثنين تأكيد وزيادة بيان وأهلك ونساءك وأولادك إلا من سبق عليه القول من الله بإهلاكه وهو ابنه وإحدى زوجتيه فجيء بعلى مع سبق الضار كما جيء باللام مع سبق النافع في قوله ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ونحوها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ولا تسألني نجاة الذين كفروا فإني أغرقهم

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية