الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          سورة المؤمن تقدم اختلافهم في إمالة الحاء من حم في بابه ، وتقدم سكت أبي جعفر كذلك في بابه ، وتقدم كلمة ربك في الأنعام ، وتقدم الخلاف عن رويس في وقهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : والذين يدعون فقرأ نافع وهشام بالخطاب . واختلف عن ابن ذكوان ، فروى الشريف أبو الفضل من جميع طرقه عن الأخفش عنه كذلك ، وكذا رواه الصيدلاني وسلامة بن هارون عن الأخفش أيضا ، وبه قطع له في المبهج ، وكذا روى المطوعي عن الصوري عن ابن ذكوان من الطرق الخمسة ، وقطع له الهذلي من طريق الداجوني ، وهي رواية التغلبي وعبد الرزاق وأحمد بن أنس ومحمد بن إسماعيل الترمذي والحسين بن إسحاق وابن خرزاذ والإسكندراني ، كلهم عن ابن ذكوان ، وبه قطع الداني للصوري ، وكذا رواه الوليد [ ص: 365 ] ، وابن بكار عن ابن عامر ، ورواه الجمهور عن الأخفش والصوري جميعا بالغيب ، وهي رواية محمد بن المعلى وإسحاق بن داود عن ابن ذكوان ، وبذلك قرأ الباقون ، وانفرد صاحب المبهج بذلك عن هشام بكماله ، وجعل الحافظ أبو العلاء فيها له وجهين ، وقد نص الداني بعدم الخلاف له ، وهو الصحيح - والله أعلم - .

                                                          ( واختلفوا ) في : أشد منهم قوة فقرأ ابن عامر منكم بالكاف ، وكذا هو في المصحف الشامي ، وقرأ الباقون بالهاء ، وكذا هو في مصاحفهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : أو أن فقرأ الكوفيون ، ويعقوب أو أن بزيادة همزة مفتوحة قبل الواو ، وإسكان الواو ، وكذلك هي في مصاحف الكوفة . وقرأ الباقون بغير ألف ، وكذلك في مصاحفهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : يظهر فقرأ المدنيان ، والبصريان وحفص يظهر بضم الياء وكسر الهاء الفساد بالنصب ، وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء ( الفساد ) بالرفع ، وتقدم عذت في حروف قربت مخارجها .

                                                          ( واختلفوا ) في : كل قلب فقرأ أبو عمرو ( قلب ) بالتنوين في الباء ، واختلف عن ابن عامر ، فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام والأخفش عن ابن ذكوان كذلك . وروى الصوري عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام بغير تنوين ، وكذلك قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : فأطلع ، فروى حفص بنصب العين ، وقرأ الباقون برفعها ، وتقدم وصد عن السبيل في الرعد ، وتقدم يدخلونها في النساء .

                                                          ( واختلفوا ) في : الساعة أدخلوا فقرأ ابن كثير وابن عمرو وابن عامر وأبو بكر بوصل همزة أدخلوا وضم الخاء ويبتدئون بضم الهمزة . وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة في الحالين وكسر الخاء .

                                                          ( واختلفوا ) في : يوم لا ينفع فقرأ نافع ، والكوفيون بالياء على التذكير . وانفرد الشنبوذي عن ابن هارون عن أصحابه عن عيسى بن وردان بذلك ، وسائر الرواة عنه على التأنيث ، وبه قرأ الباقون بالغيب ، وتقدم سيدخلون في النساء . وتقدم [ ص: 366 ] شيوخا في البقرة عند البيوت ، وتقدم كن فيكون لابن عامر في البقرة ، وكذا يرجعون ليعقوب .

                                                          ( وفيها من الإضافة ثماني ياءات ) إني أخاف في ثلاث مواضع فتحها المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو ذروني أقتل فتحها ابن كثير والأصبهاني عن ورش ادعوني أستجب فتحها ابن كثير لعلي أبلغ أسكنها يعقوب ، والكوفيون ما لي أدعوكم فتحها المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو وهشام . واختلف عن ابن ذكوان أمري إلى الله فتحها المدنيان ، وأبو عمرو .

                                                          ( ومن الزوائد أربع ياءات ) عقاب أثبتها في الحالين يعقوب التلاق و التناد أثبتهما في الوصل ابن وردان وورش ، واختلف عن قالون فيما ذكره الداني كما تقدم . وأثبتهما في الحالين ابن كثير ويعقوب ، و اتبعون أهدكم أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وقالون والأصبهاني عن ورش ، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية