الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 565 ] 1163 - قصة هجرة زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من مكة

                                                                                            2866 - أخبرني أحمد أبو بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأ يحيى بن أيوب ، حدثني ابن الهاد ، حدثني عمرو بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، زوج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما قدم المدينة ، خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة - أو ابن كنانة - فخرجوا في أثرها ، فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه ، حتى صرعها ، وألقت ما في بطنها ، وأهريقت دما ، فاشتجر فيها بنو هاشم ، وبنو أمية ، فقالت بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص ، فكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة ، فكانت تقول لها هند : هذا بسبب أبيك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لزيد بن حارثة : " ألا تنطلق تجيئني بزينب ؟ " قال : بلى يا رسول الله ، قال : " فخذ خاتمي " فأعطاه إياه ، فانطلق زيد وبرك بعيره ، فلم يزل يتلطف ، حتى لقي راعيا ، فقال : لمن ترعى ؟ فقال : لأبي العاص ، فقال : فلمن هذه الأغنام ؟ قال : لزينب بنت محمد ، فسار معه شيئا ، ثم قال له : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيه إياها ، ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم ، فأعطاه الخاتم ، فانطلق الراعي ، فأدخل غنمه ، وأعطاها الخاتم ، فعرفته ، فقالت : من أعطاك هذا ؟ قال : رجل ، قالت : فأين تركته ؟ قال : بمكان كذا وكذا . قال : فسكتت حتى إذا كان الليل ، خرجت إليه فلما جاءته ، قال لها : اركبي بين يدي على بعيره . قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يدي ، فركب وركبت وراءه حتى أتت ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : " هي أفضل بناتي أصيبت في " فبلغ ذلك علي بن الحسين ، فانطلق إلى عروة ، فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة ؟ فقال : " والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب ، وأني أنتقص فاطمة حقا هو لها ، وأما بعد ، فلك أن لا أحدث به أبدا . قال عروة : وإنما كان هذا قبل نزول آية : ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) .

                                                                                            [ ص: 566 ] هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية