الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب يذكر فيه قوله عز وجل: إذا قيل لكم الآية، وفي رواية أبي ذر: إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا " الآية، وفي رواية غيره إلى قوله فانشزوا الآية، واختلفوا في معنى الآية؛ فقال ابن بطال: قال بعضهم: هو مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم- خاصة، كذا قاله مجاهد وقتادة، وقال الطبري عن قتادة: كانوا يتنافسون في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأوه مقبلا ضيقوا مجلسهم، فأمرهم الله تعالى أن يوسع بعضهم لبعض، وروى ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، قال: نزلت يوم جمعة؛ أقبل جماعة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر، فلم يجدوا مكانا، فأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسا ممن تأخر إسلامهم وأجلسهم في أماكنهم؛ فشق ذلك عليهم، وتكلم المنافقون في ذلك؛ فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا "، وقال الحسن البصري: في الغزو خاصة، وقال يزيد بن أبي حبيب: أي: اثبتوا في الحرب، وهذا من مكيدة الحرب، وقيل: هو عام. قوله: يفسح الله لكم " أي: توسعوا يوسع الله عليكم منازلكم في الجنة. قوله: فانشزوا " أي: إذا قيل لكم: ارتفعوا فارتفعوا، وقوموا إلى قتال عدو، أو صلاة، أو عمل خير، وقال الحسن: انهزوا إلى الحرب، وقال قتادة ومجاهد: تفرقوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقوموا، وقال ابن زيد: انشزوا عنه في بيته؛ فإن له حوائج، وقال صاحب (الأفعال): نشز القوم عن مجلسهم؛ قاموا منه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية