الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : هو الله الذي لا إله إلا هو الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : اسم الله الأعظم هو : الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 398 ] وأخرج ابن مردويه ، عن أبي أيوب الأنصاري، أنه كان له مربد للتمر في بيته، فوجد المربد قد نقص، فلما كان الليل أبصره، فإذا بحس رجل فقال له : من أنت؟ قال : رجل من الجن، أردنا هذا البيت فأرملنا من الزاد، فأصبنا من تمركم، ولا ينقصكم الله منه شيئا، فقال له أبو أيوب الأنصاري : إن كنت صادقا فناولني يدك، فناوله يده، فإذا بشعر كذراع الكلب، فقال له أبو أيوب : ما أصبت من تمرنا فأنت في حل، أفلا تخبرني بأفضل ما تتعوذ به الإنس من الجن؟ قال : هذه الآية آخر سورة «الحشر» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من قرأ آخر سورة «الحشر» ثم مات من يومه وليلته كفر عنه كل خطيئة عملها» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن السني في «عمل يوم وليلة»، وابن مردويه ، عن أنس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلا إذا أوى إلى فراشه أن يقرأ آخر سورة «الحشر» وقال : «إن مت مت شهيدا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في «فوائده» عن محمد ابن الحنفية، أن البراء بن عازب قال لعلي بن أبي طالب : سألتك بالله إلا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما خصه به جبريل، مما بعث به إليه الرحمن، قال : يا براء إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ [ ص: 399 ] من أول «الحديد» عشر آيات، وآخر «الحشر» ثم قل : يا من هو هكذا وليس شيء هكذا غيره، أسألك أن تفعل بي كذا وكذا، فوالله يا براء لو دعوت علي لخسف بي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من تعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات، ثم قرأ آخر سورة «الحشر» بعث الله سبعين ألف ملك يطردون عنه شياطين الإنس والجن، إن كان ليلا حتى يصبح، وإن كان نهارا حتى يمسي» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – مثله، إلا أنه قال : «يتعوذ من الشيطان عشر مرات» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والدارمي ، والترمذي وحسنه، والطبراني ، وابن الضريس ، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن معقل بن يسار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : «من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة «الحشر» وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي، وابن مردويه ، والخطيب، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من قرأ خواتيم «الحشر» في [ ص: 400 ] ليل أو نهار فمات من يومه أو ليلته فقد أوجب له الجنة» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الضريس ، عن عتبة قال : حدثنا أصحاب نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه من قرأ خواتيم «الحشر» حين يصبح أدرك ما فاته من ليلته، وكان محفوظا إلى أن يمسي، ومن قرأها حين يمسي أدرك ما فاته من يومه، وكان محفوظا إلى أن يصبح، وإن مات أوجب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدارمي ، وابن الضريس ، عن الحسن قال : من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة «الحشر» إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء، وإن قرأ إذا أمسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الديلمي، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : عالم الغيب والشهادة قال : السر والعلانية، وفي قوله : المؤمن قال : المؤمن خلقه من أن يظلمهم، وفي قوله : المهيمن قال : الشاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 401 ] وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج قي قوله : عالم الغيب قال : غيب ما يكون وما هو كائن، وفي قوله : القدوس قال : تقدسه الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في «العظمة»، عن قتادة في قوله : القدوس قال : المبارك، السلام المؤمن قال : المؤمن من آمن به، المهيمن الشهيد عليه، العزيز في نقمته إذا انتقم، الجبار جبر خلقه على ما يشاء، المتكبر عن كل سوء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن زيد بن علي قال : إنما سمى نفسه المؤمن؛ لأنه آمنهم من العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن محمد بن كعب قال : إنما تسمى الجبار؛ لأنه يجبر الخلق على ما أراده .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية