الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد

                                                                                                                                                                                                يحادون يعادون ويشاقون "كبتوا" أخزوا وأهلكوا كما كبت من قبلهم من أعداء الرسل. قيل: أريد كبتهم يوم الخندق وقد أنزلنا آيات بينات تدل على صدق الرسول وصحة ما جاء به "وللكافرين" بهذه الآيات عذاب مهين يذهب بعزهم وكبرهم يوم يبعثهم منصوب بلهم. أو بمهين. أو بإضمار اذكر تعظيما لليوم "جميعا" كلهم لا يترك منهم أحد غير مبعوث. أو مجتمعين في حال واحدة، كما تقول: حي جميع. فينبئهم بما عملوا تخجيلا لهم وتوبيخا وتشهيرا بحالهم، يتمنون عنده المسارعة بهم إلى النار، لما يلحقهم من الخزي على رؤوس الأشهاد أحصاه الله أحاط به عددا لم يفته منه شيء [ ص: 62 ] ونسوه لأنهم تهاونوا به حين ارتكبوه لم يبالوا به لضراوتهم بالمعاصي، وإنما تحفظ معظمات الأمور.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية