الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دلف ]

                                                          دلف : الدليف : المشي الرويد . دلف يدلف دلفا ودلفانا ودليفا ودلوفا إذا مشى وقارب الخطو ، وقال الأصمعي : دلف الشيخ فحصص ، وقيل : الدليف فوق الدبيب كما تدلف الكتيبة نحو الكتيبة في الحرب ، وهو الرويد ; قال طرفة :


                                                          لا كبير دالف من هرم أرهب الناس ولا أكبو لضر



                                                          ويقال : هو يدلف ويدلث دليفا ودليثا إذا قارب خطوه متقدما ، وقد أدلفه الكبر ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          هزئت زنيبة أن رأت ثرمي     وأن انحنى لتقادم ظهري
                                                          من بعد ما عهدت فأدلفني     يوم يمر ، وليلة تسري



                                                          ودلفت الكتيبة إلى الكتيبة في الحرب أي تقدمت ، وفي المحكم : سعت رويدا ، يقال : دلفناهم . والدالف : السهم الذي يصيب ما دون الغرض ثم ينبو عن موضعه . والدالف : الكبير الذي قد اختضعته السن . ودلف الحامل بحمله يدلف دليفا : أثقله . والدالف مثل الدالح : وهو الذي يمشي بالحمل الثقيل ويقارب الخطو مثل راكع وركع ; وقال :

                                                          [ ص: 289 ]

                                                          وعلى القياسر في الخدور كواعب     رجح الروادف ، فالقياسر دلف



                                                          وتدلف إليه أي تمشى ودنا . والدلف : التي تدلف بحملها أي تنهض به . ودلف المال يدلف دليفا : رزم من الهزال . والدلف : الشجاع . والدلف : التقدم . ودلفنا لهم : تقدمنا ; قال أبو زبيد :


                                                          حتى إذا اعصوصبوا دون الركاب معا     دنا تدلف ذي هدمين مقرور



                                                          ورواه أبو عبيد : تزلف وهو أكثر . وفي حديث الجارود : دلف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسر لثامه أي قرب منه وأقبل عليه ، من الدليف المشي الرويد ; ومنه حديث رقيقة : وليدلف إليه من كل بطن رجل . وعقاب دلوف : سريعة ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          إذا السقاة اضطجعوا للأذقان     عقت كما عقت دلوف العقبان



                                                          عقت : حامت ، وقيل : ارتفعت كارتفاع العقاب . ودلف : من الأسماء ، فعل كأنه مصروف من دالف مثل زفر وعمر ; وأنشد ابن السكيت لابن الخطيم :


                                                          لنا مع آجامنا وحوزتنا     بين ذراها مخارف دلف



                                                          أراد بالمخارف نخلات يخترف منها . وأبو دلف بفتح اللام ، قال الجوهري : أبو دلف ، بفتح اللام ، قال ابن بري : وصوابه أبو دلف ، غير مصروف لأنه معدول عن دالف ، وقال : ذكر ذلك الهروي في كتابه الذخائر . والدلفين : سمكة بحرية ، وفي الصحاح : دابة في البحر تنجي الغريق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية