الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون

                                                                                                                                                                                                                                      وإن هذه استئناف داخل فيما خوطب به الرسل عليهم السلام على الوجه المذكور مسوق لبيان أن ملة الإسلام والتوحيد مما أمر به كافة الرسل عليهم السلام والأمم ، وإنما أشير إليها بهذه للتنبيه على كمال ظهور أمرها في الصحة والسداد وانتظامها بسبب ذلك في سلك الأمور المشاهدة .

                                                                                                                                                                                                                                      أمتكم أي : ملتكم وشريعتكم أيها الرسل أمة واحدة أي : ملة وشريعة متحدة في أصول الشرائع التي لا تتبدل بتبدل الأعصار . وقيل : هذه إشارة إلى الأمم المؤمنة للرسل ، والمعنى : إن هذه جماعتكم جماعة واحدة متفقة على الإيمان والتوحيد في العبادة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنا ربكم من غير أن يكون لي شريك في الربوبية ، وضمير المخاطب فيه وفي قوله تعالى : فاتقون أي : في شق العصا والمخالفة بالإخلال بمواجب ما ذكر من اختصاص الربوبية بي للرسل والأمم جميعا على أن الأمر في حق الرسل للتهييج والإلهاب وفي حق الأمم للتحذير والإيجاب ، والفاء لترتيب الأمر أو وجوب الامتثال به على ما قبله من اختصاص الربوبية به تعالى واتحاد الأمة فإن كلا منهما موجب للاتقاء حتما . وقرئ : "وأن هذه" بفتح الهمزة على حذف اللام ، أي : ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ، أي : إن تتقون فاتقون كما مر في قوله تعالى : وإياي فارهبون ، وقيل : على العطف على "ما" ، أي : إني عليم بأن أمتكم أمة إلخ ، وقيل : على حذف فعل عامل فيه ، أي : واعلموا أن هذه أمتكم إلخ . وقرئ : "وأن هذه" على أنها مخففة من "إن" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية