الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 139 ] فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون

                                                                                                                                                                                                                                      فتقطعوا أمرهم حكاية لما ظهر من امم الرسل بعدهم من مخالفة الأمر وشق العصا والضمير لما دل عليه الأمة من أربابها أولها على التفسيرين ، والفاء لترتيب عصيانهم على الأمر لزيادة تقبيح حالهم ، أي : تقطعوا أمر دينهم مع اتحاده وجعلوه قطعا متفرقة وأديانا مختلفة .

                                                                                                                                                                                                                                      بينهم زبرا أي : قطعا ، جمع زبور بمعنى : الفرقة ، ويؤديه قراءة : "زبرا" بفتح الباء جمع زبرة ، وهو حال من "أمرهم" ، أو من واو "تقطعوا" ، أو مفعول ثان له فإنه متضمن لمعنى جعلوا وقبل كتبا فيكون مفعولا ثانيا أو حالا من "أمرهم" على تقدير المضاف ، أي : مثل زبر . وقرئ بتخفيف الباء كرسل في رسل .

                                                                                                                                                                                                                                      كل حزب من اولئك المتحزبين بما لديهم من الدين الذي اختاروه فرحون معجبون معتقدون أنه الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية