الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقد اختلف في مستقر الأرواح ما بين الموت إلى قيام الساعة :

فقيل : أرواح المؤمنين في الجنة ، وأرواح الكافرين في النار .

وقيل : إن أرواح المؤمنين بفناء الجنة على بابها ، يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها .

وقيل : على أفنية قبورهم .

وقال مالك : بلغني أن الروح مرسلة ، تذهب حيث شاءت .

[ ص: 583 ] وقالت طائفة : بل أرواح المؤمنين عند الله عز وجل ، ولم يزيدوا على ذلك .

وقيل : إن أرواح المؤمنين بالجابية من دمشق ، وأرواح الكافرين ببرهوت بئر بحضرموت !

وقال كعب : أرواح المؤمنين في عليين في السماء السابعة ، وأرواح الكافرين في سجين في الأرض السابعة تحت خد إبليس !

وقيل : أرواح المؤمنين ببئر زمزم ، وأرواح الكافرين ببئر برهوت .

وقيل : أرواح المؤمنين عن يمين آدم ، وأرواح الكفار عن شماله .

وقال ابن حزم وغيره : مستقرها حيث كانت قبل خلق أجسادها .

[ ص: 584 ] وقال أبو عمر بن عبد البر : أرواح الشهداء في الجنة ، وأرواح عامة المؤمنين على أفنية قبورهم .

وعن ابن شهاب أنه قال : بلغني أن أرواح الشهداء كطير خضر معلقة بالعرش ، تغدو وتروح إلى رياض الجنة ، تأتي ربها كل يوم تسلم عليه .

وقالت فرقة : مستقرها العدم المحض . وهذا قول من يقول : إن النفس عرض من أعراض البدن ، كحياته وإدراكه ! وقولهم مخالف للكتاب والسنة .

وقالت فرقة : مستقرها بعد الموت أبدان أخر تناسب أخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها ، فتصير كل روح إلى بدن حيوان يشاكل تلك الروح ! وهذا قول التناسخية منكري المعاد ، وهو قول خارج عن أهل الإسلام كلهم . ويضيق هذا المختصر عن بسط أدلة هذه الأقوال والكلام عليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية