الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين

                                                                                                                                                                                                                                      أفلم يدبروا القول الهمزة لإنكار الواقع واستقباحه ، والفاء للعطف على مقدر ينسحب عليه الكلام ، أي : افعلوا ما فعلوا من النكوص والاستكبار والهجر فلم يتدبروا القرآن ليعرفوا بما فيه من اعجاز النظم وصحة المدلول والإخبار عن الغيب أنه الحق من ربهم فيؤمنوا به فضلا عما فعلوا في شأنه من القبائح .

                                                                                                                                                                                                                                      و"أم" في قوله تعالى : أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين منقطعة ، و"ما" فيها من معنى "بل" للإضراب والانتقال عن التوبيخ بما ذكر إلى التوبيخ بآخر ، والهمزة لإنكار الوقوع لا لإنكار الواقع ، أي : بل أجاءهم من الكتاب ما لم يأت أباءهم الأولين حتى استبدعوه واستبعدوه فوقعوا فيما وقعوا فيه من الكفر والضلال ، يعني أن مجيء الكتب من جهته تعالى إلى الرسل عليهم السلام سنة قديمة له تعالى لا يكاد يتسنى إنكاره ، وأن مجيء القرآن على طريقته فمن أين ينكرونه ؟ وقيل : أم جاءهم من الأمن من عذابه تعالى ما لم يأت آباءهم الأولين كإسماعيل عليه السلام وأعقابه من عدنان وقحطان ومضر وربيعة وقس والحرث بن كعب وأسد بن خزيمة وتميم بن مرة وتبع وضبة بن أد فآمنوا به تعالى وبكتبه ورسله وأطاعوه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية