الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
فإذا وضع قدمه في هذه الدرجة . انتقل منها إلى درجة الرضا .
وهي nindex.php?page=treesubj&link=29411_19654_19655_19656ثمرة التوكل . ومن فسر التوكل بها فإنما فسره بأجل ثمراته ، وأعظم فوائده ، فإنه إذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله .
وكان شيخنا - رضي الله عنه - يقول : المقدور يكتنفه أمران : التوكل قبله ، والرضا بعده ، فمن توكل على الله قبل الفعل . ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية . أو معنى هذا .
قلت : وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة : nindex.php?page=hadith&LINKID=980111اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم . فهذا توكل وتفويض . ثم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=980364فإنك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علام الغيوب . فهذا تبرؤ إلى الله من [ ص: 123 ] العلم والحول والقوة ، وتوسل إليه سبحانه بصفاته التي هي أحب ما توسل إليه بها المتوسلون . ثم سأل ربه أن يقضي له ذلك الأمر إن كان فيه مصلحته ، عاجلا أو آجلا ، وأن يصرفه عنه إن كان فيه مضرته ، عاجلا أو آجلا . فهذا هو حاجته التي سألها . فلم يبق عليه إلا الرضا بما يقضيه له . فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=980365واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به .
فقد اشتمل هذا الدعاء على هذه المعارف الإلهية ، والحقائق الإيمانية ، التي من جملتها التوكل والتفويض ، قبل وقوع المقدور ، والرضا بعده . وهو ثمرة التوكل . والتفويض علامة صحته ، فإن لم يرض بما قضي له ، فتفويضه معلول فاسد .
فباستكمال هذه الدرجات الثماني يستكمل العبد مقام التوكل ، وتثبت قدمه فيه . وهذا معنى قول nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر الحافي : يقول أحدهم : توكلت على الله . يكذب على الله . لو توكل على الله لرضي بما يفعله الله به .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ وقد سئل : متى يكون الرجل متوكلا ؟ فقال : إذا رضي بالله وكيلا .