الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين

                                                                                                                                                                                                وإذ منصوب بإضمار اذكر. أو: وحين قال لهم ما قال كان كذا وكذا "تؤذونني" كانوا يؤذونه بأنواع الأذى من انتقاصه وعيبه في نفسه، وجحود آياته، وعصيانه فيما تعود إليهم منافعه، وعبادتهم البقر، وطلبهم رؤية الله جهرة، والتكذيب الذي هو تضييع حق الله وحقه.

                                                                                                                                                                                                وقد تعلمون في موضع الحال، أي: تؤذونني عالمين علما يقينا أني رسول الله إليكم وقضية علمكم بذلك وموجبه تعظيمي وتوقيري، لا أن تؤذوني وتستهينوا بي; لأن من عرف الله وعظمته عظم رسوله، علما بأن تعظيمه في تعظيم رسوله، ولأن من آذاه كان وعيد الله لاحقا به. فلما زاغوا عن الحق أزاغ الله قلوبهم بأن منع ألطافه عنهم والله لا يهدي القوم الفاسقين لا يلطف بهم لأنهم ليسوا من أهل اللطف. فإن قلت: ما معنى "قد" في قوله: وقد تعلمون ؟ قلت: معناه التوكيد كأنه قال: وتعلمون [ ص: 105 ] علما يقينا لا شبهة لكم فيه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية