الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دمع ]

                                                          دمع : الدمع : ماء العين ، والجمع أدمع ودموع ، والقطرة منه دمعة . وذو الدمعة : الحسين بن زيد بن علي - رضوان الله عليهم - لقب بذلك لكثرة دمعه ، فعوتب على ذلك فقال : وهل تركت النار والسهمان لي مضحكا ؟ يريد السهمين اللذين أصابا زيد بن علي ويحيى بن زيد - رضي الله عنهم - وقتلا بخراسان . ودمعت العين ودمعت تدمع ، فيهما ، دمعا ودمعانا ودموعا ، وقيل دمعت دمعا ، وامرأة دمعة ودميع ، بغير هاء ، كلتاهما : سريعة البكاء كثيرة دمع العين ; الأخيرة عن اللحياني ، من نسوة دمعى ودمائع ، وما أكثر دمعتها ، التأنيث للدمعة . وقال الكسائي و أبو زيد : دمعت ، بفتح الميم ، لا غير . ورجل دميع من قوم دمعاء ودمعى . وعين دموع : كثيرة الدمعة أو سريعتها ; واستعار لبيد الدمع في الجفنة يكثر دسمها ويسيل فقال :


                                                          ولكن مالي غاله كل جفنة إذا حان ورد ، أسبلت بدموع



                                                          يقال : جفنة دامعة وقد دمعت ورذمت . والمدامع : المآقي وهي أطراف العين . والمدمع : مسيل الدمع . قال الأزهري : والمدمع مجتمع الدمع في نواحي العين ، وجمعه مدامع . يقال : فاضت مدامعه . قال : والماقيان من المدامع والمؤخران كذلك . والدمع ، بضم الدال ، والدماع ، كلاهما : سمة من سمات الإبل في مجرى الدمع . وقال أبوعلي في التذكرة : والدمع سمة في مدمع العين خط صغير ، وبعير مدموع . وقال ابن شميل : الدماع : ميسم في المناظر سائل إلى المنخر ، وربما كان عليه دماعان . ودمع المطر : سال ، على المثل ; قال :


                                                          فبات يأذى من رذاذ دمعا



                                                          ويوم دماع : ذو رذاذ . وثرى دموع ودامع ودماع ومكان كذلك إذا كان نديا يتحلب منه الماء أو يكاد ; قال :


                                                          من كل دماع الثرى مطلل



                                                          وقد دمع . قال أبو عدنان : من المياه المدامع ، وهي ما قطر من عرض جبل ; قال : وسألت العقيلي عن هذا البيت :


                                                          والشمس تدمع عيناها ومنخرها     وهن يخرجن من بيد إلى بيد



                                                          فقال : هي الظهيرة إذا سال لعاب الشمس . وقال الغنوي : إذا عطشت الدواب ذرفت عيونها وسالت مناخرها . وشجة دامعة : تسيل دما ، وهي بعد الدامية ، فإن الدامية هي التي تدمى من غير أن يسيل منها دم ، فإذا سال منها دم فهي الدامعة ، بالعين غير المعجمة ; وقال ابن الأثير : هو أن يسيل الدم منها قطرا كالدمع . والدماع ودماع الكرم : هو ما يسيل منه أيام الربيع . وأدمع الإناء إذا ملأه حتى يفيض . وقدح دمعان إذا امتلأ فجعل يسيل من جوانبه . والإدماع : ملء الإناء . يقال : أدمع مشقرك أي قدحك ، قاله ابن الأعرابي . والدماع : نبت ، ليس بثبت . والدماع ، بالضم : ماء العين من علة أو كبر ، ليس الدمع ; وقال :


                                                          يا من لعين لا تني تهماعا     قد ترك الدمع بها دماعا



                                                          والدمع : السيلان من الراووق ، وهو مصفاة الصباغ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية