الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ؛ قال أبو عبيدة : معنى " شهد الله " : قضى الله؛ وحقيقته أنه " علم؛ وبين الله " ؛ لأن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه؛ فالله - عز وجل - - قد دل على توحيده بجميع ما خلق؛ فبين أنه لا يقدر أحد أن ينشئ شيئا واحدا مما أنشأ؛ [ ص: 386 ] وشهدت الملائكة لما علمت من قدرته؛ وشهد أولو العلم بما ثبت عندهم؛ وتبين من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره؛ وأكثر القراءة: أنه لا إله إلا هو ؛ بفتح الألف في " أنه " ؛ وقد رويت بالكسر عن ابن عباس؛ وروي: " أن الدين عند الله الإسلام " ؛ بفتح الألف؛ والأكثر فتح " أنه " ؛ وكسر " إن الدين " ؛ ومن قرأ: " إنه " ؛ بالكسر؛ فالمعنى: شهد الله إن الدين عند الله الإسلام وإنه لا إله إلا هو " ؛ والأجود الفتح؛ كما وصفنا في الأول؛ لأن الكلام؛ والتوحيد؛ والنداء بالأذان: " أشهد أن لا إله إلا الله " ؛ وأكثر ما وقع " أشهد " ؛ على ذكر التوحيد؛ وجائز أن يفتح " أن " ؛ الأولى؛ و " أن " ؛ الثانية؛ فيكون فتح الثانية على جهتين؛ على " شهد الله أن لا إله إلا هو؛ وشهد أن الدين عنده الإسلام " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية