الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم .

                                                                                                                                                                                                إلا بإذن الله إلا بتقديره ومشيئته، كأنه أذن للمصيبة أن تصيبه يهد قلبه يلطف به ويشرحه للازدياد من الطاعة والخير. وقيل: هو الاسترجاع عند المصيبة. وعن الضحاك: يهد قلبه حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه. وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وعن مجاهد : إن ابتلي صبر، وإن أعطي شكر، وإن ظلم غفر. وقرئ: "يهد قلبه"، على البناء للمفعول، والقلب: مرفوع أو منصوب. ووجه النصب: أن يكون مثل سفه نفسه، أي: يهد في قلبه. ويجوز أن يكون المعنى: أن الكافر ضال عن قلبه بعيد منه، والمؤمن واجد له مهتد إليه، كقوله تعالى: لمن كان له قلب [ق: 37]. وقرئ: "نهد قلبه"، بالنون. ويهد قلبه، بمعنى: يهتد. ويهدأ قلبه: يطمئن. ويهد. ويهدا على التخفيف. والله بكل شيء عليم يعلم ما يؤثر فيه اللطف من القلوب مما لا يؤثر فيه فيمنحه ويمنعه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية