الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

                                                                                                                                                                                                                                        إذ يتلقى المتلقيان مقدر بـ اذكر أو متعلق ب أقرب، أي هو أعلم بحاله من كل قريب حين يتلقى أي يتلقن الحفيظان ما يتلفظ به، وفيه إيذان بأنه غني عن استحفاظ الملكين فإنه أعلم منهما ومطلع على ما يخفى عليهما، لكنه لحكمة اقتضته وهي ما فيه من تشديد يثبط العبد عن المعصية، وتأكيد في اعتبار الأعمال وضبطها للجزاء وإلزام للحجة يوم يقوم الأشهاد. عن اليمين وعن الشمال قعيد أي عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، أي مقاعد كالجليس فحذف الأول لدلالة الثاني عليه كقوله: فإني وقيار بها لغريب.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد يطلق الفعيل للواحد والمتعدد كقوله: والملائكة بعد ذلك ظهير.

                                                                                                                                                                                                                                        ما يلفظ من قول ما يرمي به من فيه. إلا لديه رقيب ملك يرقب عمله. عتيد معد حاضر، ولعله يكتب عليه ما فيه ثواب أو عقاب

                                                                                                                                                                                                                                        وفي الحديث: «كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها ملك اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر».

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية