الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

                                                                                                                                                                                                                                      لعلي أعمل صالحا فيما تركت أي : في الإيمان الذي تركته لم ينظمه في سلك الرجاء كسائر الأعمال الصالحة بأن يقول : لعلي أومن فأعمل.. إلخ ، للإشعار بأنه أمر مقرر الوقوع غني عن الإخبار بوقوعه قطعا فضلا عن كونه مرجو الوقوع ، أي : لعلي أعمل في الإيمان الذي أتى به البتة عملا صالحا ، وقيل : فيما تركته من المال أو من الدنيا . وعنه صلى الله عليه وسلم : "إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : أنرجعك إلى الدنيا ؟ فيقول : إلى دار الهموم والأحزان ، بل قدوما إلى الله تبارك وتعالى ، وأما الكافر فيقول : ارجعوني .

                                                                                                                                                                                                                                      كلا ردع عن طلب الرجعة واستبعاد لها إنها أي : قوله : رب ارجعون إلخ كلمة هو قائلها لا محالة لتسلط الحسرة عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ورائهم أي : أمامهم والضمير لأحدهم والجمع باعتبار المعنى لأنه في حكم كلهم ، كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار اللفظ . برزخ حائل بينهم وبين الرجعة إلى يوم يبعثون يوم القيامة ، وهو إقناط كلي عن الرجعة إلى الدنيا لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلى الدنيا وإنما الرجعة يومئذ إلى الحياة الأخروية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية