الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد ؛ يعني سبيل القصد إلى الله - عز وجل -؛ وأخرجكم عن سبيل فرعون؛ فـ " أهدكم " ؛ جزم؛ جواب للأمر؛ المعنى: " إن تتبعوني أهدكم " ؛ لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ؛ [ ص: 376 ] يعني أنه ليس له استجابة دعوة في الدنيا؛ ولا في الآخرة؛ قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله: لا جرم ؛ فقال: " لا جرم " ؛ رد لكلام؛ والمعنى: " وجب أن لهم النار؛ وحق أن لهم النار " ؛ وأنشد:

                                                                                                                                                                                                                                        ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا

                                                                                                                                                                                                                                        المعنى: " كسبتهم الغضب؛ وأحقتهم بالغضب " ؛ فمعنى " لا جرم أنما تدعونني إليه " : " لقد وجب أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة " ؛ أي: " وجب بطلان دعوته " ؛ وأن مردنا إلى الله ؛ وجب مردنا إلى الله؛ وكذلك وأن المسرفين هم أصحاب النار

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية