الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الظاء والفاء وما يثلثهما )

                                                          ( ظفر ) الظاء والفاء والراء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على القهر والفوز والغلبة ، والآخر على قوة في الشيء . ولعل الأصلين يتقاربان في القياس .

                                                          [ ص: 466 ] فالأول : الظفر ، وهو الفلج والفوز بالشيء . يقال : ظفر يظفر ظفرا . والله تعالى أظفره . وقال تعالى : من بعد أن أظفركم عليهم . ورجل مظفر . ‏

                                                          والأصل الآخر : الظفر ظفر الإنسان . ويقال : ظفر في الشيء ، إذا جعل ظفره فيه . ورجل أظفر ، أي طويل الأظفار ، كما يقال : أشعر أي طويل الشعر . ويقال للمهين : هو كليل الظفر . وهذا مثل . قال طرفة :


                                                          لا كليل دالف من هرم أرهب الليل ولا كل الظفر

                                                          ‏ ويقال : ظفر النبت تظفيرا ، إذا طلع . وذاك أن يطلع منه كالأظفار بقوة . وأما قولهم في الجليدة تغشى العين : ظفرة ، فذلك على طريق التشبيه . ويقال : ظفرت العين ، إذا كان بها ظفرة . قال أبو عبيد : وهي التي يقال لها : ظفر . ‏

                                                          ومن الباب ظفر القوس ، وهما الجزءان اللذان يكون فيهما الوتر في طرفي سيتي القوس . وربما قالوا : الظفرة ما اطمأن من الأرض وأنبت . وهذا أيضا تشبيه . والأظفار : كواكب صغار ، وهي على جهة الاستعارة . فأما ظفار ، وهي مدينة باليمن ، فممكن [ أن تكون ] من بعض ما ذكرناه ، والنسبة إليها ظفاري . والله أعلم . ‏

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية