الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      القول في المدغم أو ما يظهر فمظهر سكونه مصور


      وحرك الحرف الذي من بعد     حسبما يقرأ ولا يشد

      أي: هذا القول في أحكام الحرف المدغم، وأحكام الحرف المظهر؛ يعني: وأحكام ما بعدهما من الحرف المدغم فيه، والحرف المظهر عنده; لأنه تكلم عليهما أيضا في الباب، وقوله: "فمظهر سكونه مصور" معناه أن ما قرأته لنافع بالإظهار فإنك تجعل عليه علامة السكون المتقدمة سواء كان مجمعا على إظهاره كاللام والميم من: الحمد لله ، والفاء والغين والياء من: أفرغ علينا أو مما اختلف فيه القراء، وقرأه نافع بالإظهار من غير خلاف عنه نحو: قد سمع ، أو من رواية قالون فقط نحو: "حملت ظهورها" أو من رواية ورش فقط نحو: يعذب من يشاء ، فالحكم في ذلك كله أن يجعل على الساكن علامة السكون دلالة على أنه مظهر في اللفظ، ثم أمرك الناظم [ ص: 270 ] في البيت الثاني بأن تحرك الحرف الذي من بعد الساكن المظهر بالحركة التي يقرأ بها من فتحة أو ضمة أو كسرة وهو معنى قوله: "حسبما يقرأ" أي: تحريكا مثل تحريك يقرأ به، وقوله: "ولا يشد" لفظه لفظ الخبر، ومعناه النهي؛ أي: حرك الحرف الذي من بعد، ولا تشدده؛ أي: لا تجعل عليه علامة التشديد؛ إذ لا موجب لها، و: "أو" في قوله: "أو ما يظهر" بمعنى الواو، وقوله: "حسبما" بفتح السين، وقوله: "يقرأ" بإسكان الهمزة للوزن،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية