الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              368 (باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء)

                                                                                                                              وأورده النووي في: (باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 140 ج3 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خلف يعني ابن خليفة ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن أبي حازم ، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ أنتم هاهنا؟! لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء .

                                                                                                                              [ ص: 497 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 497 ] (الشرح)

                                                                                                                              عن أبي حازم، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه. فقلت له: يا أبا هريرة! ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني "فروخ" بفتح الفاء وتشديد الراء، وبالخاء المعجمة.

                                                                                                                              قال "صاحب العين": بلغنا أنه كان من ولد "إبراهيم" من ولد كان بعد إسماعيل وإسحاق كثر نسله، وما عدده، فولد "العجم" الذين هم في وسط البلاد.

                                                                                                                              قال عياض: أراد أبو هريرة هنا "الموالي"، وكان خطابه لأبي حازم.

                                                                                                                              "أنتم ههنا؟" لو علمت أنكم ههنا، ما توضأت هذا الوضوء".

                                                                                                                              قال عياض: إنما أراد بكلامه هذا، أنه لا ينبغي لمن يقتدى به إذا ترخص في أمر لضرورة، أو تشدد فيه لوسوسة، أو لاعتقاده في ذلك مذهبا شذ به عن الناس، أن يفعله بحضرة العامة الجهلة، لئلا يترخصوا برخصة لغير ضرورة، أو يعتقدوا أن ما تشدد فيه هو الفرض اللازم.

                                                                                                                              (سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم) يقول: "تبلغ الحلية من المؤمن، حيث يبلغ الوضوء".

                                                                                                                              والمراد "بالحلية" هنا "الغرة والتحجيل" وقد تقدم الكلام عليهما فيما سبق.




                                                                                                                              الخدمات العلمية