الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 179 ] سورة [ن]

                                                                                                                                                                                                مكية، وهي اثنان وخمسون آية

                                                                                                                                                                                                نزلت بعد [العلق]

                                                                                                                                                                                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                ن والقلم وما يسطرون

                                                                                                                                                                                                قرئ: "ن والقلم" بالبيان والإدغام، وبسكون النون وفتحها وكسرها، كما في ص. والمراد هذا الحرف من حروف المعجم: وأما قولهم: هو الدواة فما أدري أهو وضع لغوي أم شرعي؟ ولا يخلو إذا كان اسما للدواة من أن يكون جنسا أو علما، فإن كان جنسا فأين الإعراب والتنوين، وإن كان علما فأين الإعراب، وأيهما كان فلا بد له من موقف في تأليف الكلام. فإن قلت: هو مقسم به وجب إن كان جنسا أن تجره وتنونه، ويكون القسم بدواة منكرة مجهولة، كأنه قيل: ودواة والقلم، وإن كان علما أن تصرفه وتجره، أو لا تصرفه وتفتحه للعلمية والتأنيث، وكذلك التفسير بالحوت: إما أن يراد نون من النينان، أو يجعل علما للبهموت الذي يزعمون، والتفسير باللوح من نور أو ذهب، والنهر في الجنة نحو ذلك، وأقسم بالقلم: تعظيما له، لما في خلقه وتسويته من الدلالة على الحكمة العظيمة، ولما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بها الوصف.

                                                                                                                                                                                                وما يسطرون وما يكتب من كتب. وقيل: ما يستره الحفظة، وما موصولة أو مصدرية ويجوز أن يراد بالقلم أصحابه فيكون الضمير في "يسطرون" لهم كأنه قيل: وأصحاب القلم ومسطوراتهم. أو سطورهم، ويراد بهم كل ما يسطر، أو الحفظة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية